أكد نور الدين العوفي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الرباط، أن الجزائر تدرك تمامًا منذ بداية النزاع أنها أخطأت في مواقفها تجاه قضية الوحدة الترابية للمغرب.

وأوضح أن التمسك الجزائري بهذه المواقف، التي وصفها بغير العقلانية، يرجع إلى عناد ومكابرة دفعتها للاستمرار في نهج يحمل تكلفة باهظة على المستويات الوطنية والإقليمية.

أشار العوفي في تدوينة نشرها على حسابه في “فيسبوك” إلى أن استمرار التوتر بين المغرب والجزائر يُعد عائقًا كبيرًا أمام تحقيق حلم “المغرب العربي”، الذي أصبح، بحسب تعبيره، “موءودًا”. وشدد على أن التصعيد المتبادل بين البلدين يحتاج إلى معالجة هادئة لتجنب تأجيج الصراع وتحويله إلى لهيب مدمر.

وأوضح العوفي أن “عين الجزائر” كانت منذ البداية على منفذ نحو المحيط الأطلسي، وهو طموح كان المغرب يتفهمه ضمن حدود منطقية. لكنه أشار إلى أن الحسابات الجزائرية المبالغ فيها جعلت هذا الطموح يتحول إلى أطماع تجاوزت المعقول، مما زاد من تعقيد العلاقات الثنائية.

وفي طرحه للحل، أكد العوفي أن اليد المغربية الممدودة لطالما سعت إلى تهدئة الوضع ودفع السيئة بالحسنة، مشيرًا إلى أن الحل الأمثل قد يكمن في تبني نموذج اقتصادي مشترك يعتمد على ممر تنموي (Corridor de développement) شامل. هذا النموذج يمكن أن يستند إلى المشروعات الكبرى التي أطلقها المغرب، مثل المشروع الأطلسي، بهدف بناء تكامل اقتصادي يخدم المصالح المشتركة بين دول المغرب العربي وإفريقيا.

استشهد العوفي بمقولة ونستون تشرشل: “في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، بل مصالح دائمة”، ليؤكد أن تجاوز الخلافات التاريخية بين المغرب والجزائر يتطلب رؤية جديدة قائمة على المصالح المشتركة، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمواقف المتصلبة.

وختم العوفي حديثه بالتأكيد على ضرورة أن تعيد الجزائر النظر في مواقفها، وأن تستفيد من الفرص المتاحة لتطوير علاقاتها مع المغرب، بما يخدم مصلحة الشعبين والمنطقة برمتها.

اترك تعليقاً