تهدد درجة الحرارة والرطوبة المرتفعتين سلامة لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم، خصوصا خلال المواجهة المقبلة والتي تمت برمجتها في ساعة الظهيرة، الأمر الذي يشكل تهديدا على سلامة العناصر الوطنية، ودفع أعضاء الطاقم التقني للمنتخب المغربي إلى الاحتجاج حول سر برمجة المباراة في هذا التوقيت.
وانكب الطاقم الطبي لعناصر المنتخب المغربي على إعداد استراتيجية للحيلولة دون تعرض اللاعبين إلى الإرهاق، من خلال اعتماد برنامج طبي.
ويقول منصور الصويان، أستاذ التدريب الرياضي، إن الارتفاع الكبير للرطوبة هو من «آلية التعرق»، والتي قد تمثل ما يصل إلى 80 في المائة من إجمالي الحرارة التي يتخلص منها اللاعبون أثناء التدريب والمباريات، وإن زيادة التعرق تعني تدفق المزيد من الدم إلى الجلد، وبالتالي تقليل درجات حرارة الجسم الداخلية.
ونتيجة لذلك، فإن كمية الدم التي تصل إلى العضلات النشطة تقل، ما يجعل الجسم يحاول تعويض ذلك عن طريق زيادة معدل ضربات القلب وخفض تدفق الدم إلى الي الأعضاء التي لا تشارك في الحركة.
وتابع منصور أنه مع مرور الوقت لا يمكن للجسم الحفاظ على هذه التعديلات إلى وقت طويل، وبالتالي ينخفض معدل التعرق لدى اللاعب وتزداد درجة حرارة جسمه، ما يؤثر على أدائه، لذا يجب العمل على مساعدة اللاعبين للحفاظ على درجة حرارة أجسادهم، ومواجهة ارتفاع درجة الحرارة وتخفيض خطر الإجهاد الفسيولوجي والذي يمكن أن تكون له عواقب صحية سلبية على اللاعبين.
وتحدث أستاذ التدريب الرياضي عن أن هناك مجموعة من الطرق يجب اتباعها، من خلال نظام الترطيب، وشرب السوائل الكافية للحفاظ على توازن الجسم، وتعويض المفقود من الماء والأملاح المعدنية، والاهتمام بعمليات الإحماء ومدى مناسبتها لحالة أجواء المباراة، واختيار التدريبات المناسبة للإحماء، وتقدير الوقت المناسب أيضا، كما يمكن الاستعانة بتدخلات التبريد المتعدد التي تساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم والعضلات الكبيرة تحديدا.
وتابع حديثه أنه خلال المباراة في الظروف الحارة، قد يصل متوسط درجة حرارة لاعب كرة القدم إلى 39 درجة مئوية.
وبالتالي يجب اتخاذ التدابير المناسبة لمساعدة اللاعبين على خفض درجة حرارة أجسامهم، إذ ينصح في الساعة التي تسبق المباراة بشرب 500 مليلتر من السوائل بأملاح معدنية تحتوي على ما بين 40 و 80 غراما من الكربوهيدرات والصوديوم، ودرجة حرارتها بين “15 و 21 درجة مئوية”، حيث إن هذا هو الحل الرئيس في العرق.
وفي أثناء المباراة يجب أيضا على اللاعبين الشرب لاستعادة فقدان ماء الجسم من خلال شرب الماء والمشروبات الرياضية، وبالتالي تقليل الإجهاد الواقع على القلب والأوعية الدموية، والمساعدة في الحفاظ على الأداء.
كما يستمر ذلك الترطيب وبشكل مركز بعد التدريب والمباريات المساعدة الجسم في الاسترداد السريع والحفاظ على حالة التكيف المناسبة.
من جهة أخرى، عمد طبيب المنتخب المغربي لكرة القدم والمختص في اللياقة البدنية إلى وضع برنامج غذائي معين للاعبي المنتخب المغربي، بالإضافة إلى تخصيص حصص «الثلج»، وأيضا تداريب الهدف منها هو استرجاع اللاعبين للياقتهم البدنية في أسرع وقت ممكن.
المصدر: الأخبار