قرار جديد يهم قطيع الماشية بالمغرب خوفا من انقراضه وفي التفاصيل،

تستعد وزارة الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، بالتعاون مع الجمعية المغربية لمربي الأغنام والماعز، لإطلاق الإحصاء الوطني الشامل للماشية خلال الأسابيع القليلة المقبلة. تأتي هذه الخطوة في سياق التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه قطاع تربية الماشية بالمغرب، مع تصاعد شكاوى الفلاحين وأرباب المجازر من تراجع القطيع الوطني وتهديد بعض السلالات بالانقراض، نتيجة ذبح الإناث بسبب ارتفاع أسعار الذكور وقلة توفرها.

يهدف هذا الإحصاء، الذي سيستغرق شهرًا ونصف، إلى جمع بيانات دقيقة حول حجم القطيع الوطني من الأغنام والماعز، وتحليل خصائصه، ودراسة تطور السلالات المحلية. كما يسعى إلى توثيق المعلومات حول تمركز القطعان الجغرافي وديناميكيات القطاع من حيث الولادات ومعدلات النمو.

البيانات التي سيتم جمعها ستُستخدم لإنشاء قاعدة بيانات وطنية شاملة، تتيح تصميم سياسات دعم فعالة ومستقبلية لتحسين الإنتاجية، مع التركيز على السلالات الأكثر تأقلمًا مع التغيرات المناخية الحالية وظروف الجفاف التي أثرت على القطاع.

وقّعت وزارة الفلاحة اتفاقية تعاون مع الجمعية المغربية لمربي الأغنام والماعز لضمان نجاح العملية، وتوفير الموارد اللوجستية والبشرية اللازمة. من المتوقع إشراك مئات الأطر والتقنيين في الإحصاء، موزعين على مختلف الجماعات المحلية، لضمان دقة البيانات.

وسيشمل الإحصاء الرعاة الرحل، الذين يُعتبرون عنصرًا أساسيًا في تربية المواشي، حيث سيتم توثيق قطعانهم ومساهمتهم في تطوير السلالات الوطنية.

لضمان جودة العمل، أعلنت الجمعية عن فتح باب الترشيح للمشاركين في الإحصاء حتى 27 نوفمبر الجاري. واشترطت توفر مستوى تعليمي لا يقل عن البكالوريا، وامتلاك وسيلة نقل، مع توزيع المشاركين حسب مناطق إقامتهم لتسهيل الوصول إلى المربين والكسّابة.

يأتي هذا الإحصاء في ظل تزايد النقاشات حول مستقبل قطاع تربية الماشية في المغرب، الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية وارتفاع التكاليف. ورغم هذه الصعوبات، تشير المعطيات الأولية إلى تحسن معدلات الولادات لبعض السلالات، مما يعكس إمكانات إيجابية يمكن البناء عليها.

تُعوّل وزارة الفلاحة والجمعية على نتائج الإحصاء لتوفير رؤية واضحة تُمكّن من اتخاذ قرارات استراتيجية لتحسين القطاع، تعزيز الأمن الغذائي، وضمان استدامة القطيع الوطني.

يمثل الإحصاء الوطني للماشية لعام 2024 خطوة مهمة نحو إعادة تقييم قطاع تربية الماشية في المغرب، بما يتناسب مع الظروف المناخية والاقتصادية الحالية. كما يُتوقع أن يُسهم في تحسين السياسات الداعمة للقطاع، ودفع عجلة التنمية الريفية، وتعزيز استقرار الإمدادات الغذائية الوطنية.

اترك تعليقاً