بقلم: جعفر الحر

عاد الدونكيشوت محمد زيان ديل مورو لفرقعاته الإعلامية من أجل الترويج لنفسه الأمارة بالسوء ولحزبه الميكروسكوبي استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة، وأطلق وعودا أسطورية سيحققها السوبر زيان للمواطنين من قبيل تحويل المغرب للمدينة الفاضلة التي تكلم عنها أفلاطون، وأنه بترشحه سيعود زمن السياسة الجميل.

السوبر زيان الذي يعتبر نفسه الرجل الذي سيأتي بالذئب من ذيله، أفاض واستفاض في تساؤلاته المعتادة أين وأين وأين؟ وأكثر من الانتقادات لكنه لم يقدم جوابا للأسئلة أو برنامجا انتخابيا واضحا عن كيف سيبني المدينة الفاضلة، ليبقى كلامه كالعادة مجرد “تعمار الشوارج” ودردشات في المقاهي كأي مواطن ينعل الظلام ولا يحاول على الأقل أن يوقد ولو شمعة واحدة.

فقد خرج على المغاربة يبشرهم بأنه تواضع وقرر أن يترشح للانتخابات المقبلة بعدما رقَّ قلبه لحال المغاربة، وأنه الوحيد القادرعلى تحقيق المعجزات، وهو الذي قال عنه الشاعر أبو العلاء المعري، “إني وإن كنت الأخير زمانه، لآت بما لم تستطعه الأوائل”، كما دعا المغاربة ألا يقاطعوا الانتخابات وكأنهم إذا شاركوا سينتخبون حزبه المجهول (الحزب المغربي الحر) الذي يوجد على فراش الانعاش.

مشكلة محمد زيان أن نفسه المريضة بنرجسية عالية يظن انه مشهور أكثر من الفنانين ولاعبي كرة القدم، وأن الشعب المغربي يعرفه، وأنه فاعل سياسي مهم في الساحة والجميع يقيم له وزنا، ومقتنع بأن كلامه هو القول الحق الذي لا يشوبه الباطل، لذلك نجده يطلق العنان للسانه وينطق بما لا يفقه غير مكترث بنصائح الناصحين ولا انتقاد المنتقدين، “اللسان ما فيهى عظم”.

لا يريد زيان أن يصدق أن عامة الشعب لا تعرفه، وأن الذين يعرفونه هم قلة من النخبة وحتى هؤلاء انطباعاتهم عليه سلبية، فهم يتذكرونه دائما بمقولته الشهيرة “عندو ترمة كبيرة فيها طن ونص”، وأن رأسماله كمحامي هو “الصنطيجة” والكلام الساقط، وأنه كان محام الدولة الذي يغرق المناضلين ويذكرونه دائما بقضية النقابي نوبير الأموي، أما مسيرته السياسية فهي فاشلة حتى أن لا أحد يتذكر أنه كان وزيرا في يوما من الأيام.

ناهيك على أن حزبه الذي لا شعبية له ولا تمثيلية له في البرلمان بغرفتيه، ولا يشهد له التاريخ بأي موقف أو عمل أو تحرك، فوجوده كعدمه في الساحة السياسية إلى درجة أن التناحرات الواقعة داخله الآن لا يهتم بها أحدا، وهي التناحرات التي تسبب فيها محمد زيان نفسه لأنه يعتبر الحزب من أملاكه الخاصة ويديره بشكل فردي، ولما احتج بعض المنتسبين للحزب على ذلك قرر طردهم.

ليث محمد زيان يعلم أنه في أرذل العمر وأن ما يقوم به يضره كشخص قبل أن يضره كمحامي، وأن فضائحه الشخصية والمهنية والحزبية لا تليق برجل بلغ من السن 78 عاما، وأنه مثار للسخرية، وليث المقربين منه ينصحونه بأن “يربط السلوكية اللي طالقها على المغاربة”، فالمغاربة ليسوا بأغبياء لتصديق وعودك الانتخابية الرنانة، فلو أردت الاصلاح حقيقة فبدأ بنفسك أولا وانهها عن غيها، ثم ببيتك ثم بحزبك.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.