أنا الخبر ـ متابعة 

استبقت بعض وسائل الإعلام الجزائرية المعروفة بقربها من أوساط جزائرية عسكرية نافذة التحقيقات الجارية في حادث محاولة اغتيال السفير المغربي في بوركينا فاسو ليلة الخميس الماضي، حيث كان السفير المغربي السيد يوسف السلاوي رفقة زوجته في زيارة مجاملة لأحد الأصدقاء بحي سكني يبعد بحوالي عشرة كيلومترات عن العاصمة واغادوغو.

وفاجأه بعد مغادرته البيت حوالي الساعة العاشرة ليلا، أثناء عودته إلى مقر إقامته بوسط العاصمة، رجلا في سن 36 عاما بإطلاق الرصاص عليه مما أفضى إلى إصابة السفير المغربي بإصابات بليغة في الرأس، في حين أصيبت زوجته وسائقه بإصابات خفيفة في اليدين والرجلين. وادعت وسائل الإعلام الجزائرية المعلومة التي أبدت اهتماما خاصا واستثنائيا بهذا الحادث الإجرامي، أن الأمر يتعلق ب (تصفية حسابات بين مافيا مخدرات)، وأن (السفير المغربي دفع ثمن هذه التصفية) ولم تسند وسائل الإعلام الجزائرية ادعاءها بأي دليل، ولا بأي مصدر، رغم الخطورة البالغة التي تكتسيها المعلومة التي أوردتها.

ولذلك فإن ترجيح احتمال سعي المخابرات الجزائرية إلى التأثير على التحقيقات الأمنية الجارية حول هذه الجريمة، ومحاولة تغيير مسار هذه التحقيقات بالحديث عن مسار آخر ومغاير، يبقى واردا، خصوصا وأن أخبارا مؤكدة نشرنا تفاصيلها في عدد الأمس، تشير إلى تورط المخابرات الجزائرية في هذا الحادث الإرهابي.

إن حديث وسائل إعلام جزائرية عن احتمال تصفية الحسابات بين شبكات الاتجار الدولي في المخدرات في هذا الحادث الإرهابي يضرب – حسب المخطط الذي قد تكون المخابرات الجزائرية أعدته بدقة متناهية – أكثر من عصفور بحجر واحد، فمن جهة، فهو من شأنه تغيير مسار التحقيقات الأمنية التي تجريها السلطات الأمنية البوركينابية المختصة للتمويه عن المسار الذي تسير عليه هذه التحقيقات لحد الآن، ومن جهة ثانية تلطيخ سمعة الديبلوماسية المغربية من خلال اتهامها بعلاقاتها مع شبكات الاتجار الدولي في المخدرات.

المعطيات المتحصلة لحد الآن تؤشر على أن الحادث له أبعاد سياسية صرفة، وأهم هذه المعطيات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام البوركينابية والتي تكتسي أهمية بالغة جدا في مسار التحقيقات الأمنية الجارية، أن مقترف هذه الجريمة مبحوث عنه من طرف السلطات بعد اقترافه نفس الجريمة في مرة سابقة حينما أطلق النار من دراجته النارية على مسؤولة في منظمة غير حكومية دولية مختصة في تقديم المساعدات الإنسانية، و حاول اغتيالها.

معطيات أخرى نشرتها وسائل إعلام بوركينابية تفتح مسارا آخر للتحقيقات الجارية، إذ تحتمل هذه الوسائل أن تكون أوساط إرهابية متطرفة وراء محاولة الاغتيال، وتعزز هذا التوقع بالتذكير بأن بوركينا فاسو ومالي وتشاد والنيجر، تعتبر من أكثر المناطق التي توجد بها التنظيمات الإرهابية، خصوصا (تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى) والذي يرأسه أبو الوليد الصحراوي الذي هو مقاتل سابق في مليشيات البوليساريو التي تحولت إلى عش يفرخ الإرهابيين، وبذلك فإن مسار توظيف المخابرات الجزائرية لأوساط إرهابية مخترقة وعميلة لها يبقى قابلا للتحقيق فيه أيضا.

المؤكد أن الجريمة التي كان ضحيتها السفير المغربي منظمة ومخطط لها بإحكام كبير تؤشر على أن الأمر لا يتعلق بجريمة فردية. (المصدر: العلم)

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.