تشكل العلاقات الاستراتيجية والوثيقة والأخوية التي تربط المغرب بالغابون نموذجا رائعا للتعاون جنوب -جنوب، القائم على قيم التضامن والتبادل والتقاسم، كما أرادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس علي بونغو أونديمبا.

وعلى مدى عدة عقود، استمر البلدان الشقيقان في الحفاظ على علاقات عميقة وغنية، مما انعكس إيجابا على كافة المجالات: السياسية والاقتصادية والصحية والتجارية.

وتعززت هذه العلاقة الاستثنائية، التي أسسها المغفور له الملك الحسن الثاني والرئيس عمر بونغو أونديمبا، في ظل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المدافع عن الوحدة الافريقية، والرئيس علي بونغو أونديمبا، اللذين مافتئا يواصلان إرساء تعاون إفريقي نشط من شأنه جعل القارة قطبا للاقلاع.

وتحت رعاية قائدي البلدين، تتقاسم المملكة المغربية وجمهورية الغابون نفس وجهات النظر حول عدد من القضايا المتعلقة، بالسلام والأمن على النطاق القاري، وبمكافحة التغيير المناخي وحماية البيئة، وكذلك الأمن والسيادة الغذائية.

وفي الواقع، فإن الصورة ذات الحمولة الرمزية لجلالة الملك محمد السادس، برفقة الرئيس علي بونغو أونديمبا، وهو يسلم أكثر من 2000 طن من الأسمدة لفائدة للفلاحين الغابونيين، تترجم، في نواحي كثيرة، المكانة المركزية التي يحتلها الأمن الغذائي في الرؤية الافريقية لجلالة الملك.

وستسمح هذه الأسمدة الملائمة للتربة وللزراعات الغابونية للفلاحين المحليين بالحصول على مخصبات ذات عالية الجودة.

وقال وزير الفلاحة والأمن الغذائي الغابوني المكلف بتثمين المجال القروي، تشارلز إم في إي إلاه، إن ” هبة الأسمدة التي أشرف جلالة الملك محمد السادس على تسليمها لدعم الغابون في سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي تشكل “التفاتة كبيرة للرعاية والدعم لفلاحي البلاد “.

وأكد الوزير الغابوني، في مقابلة أجرتها معه وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الالتفاتة الملكية تشهد على “الرؤية الأفريقية” لجلالة الملك والدعم القوي والمتعدد الأوجه الذي يقدمه جلالته للبلدان الافريقية الشقيقة، لإرساء أسس أمن غذائي مستدام.

وشدد على أن التعاون جنوب-جنوب على وجه الخصوص في مجال الأمن الغذائي يظل خطوة مهمة مافتئ جلالة الملك يدعمها.

وفي هذا الصدد قال إن مسألة الأسمدة تظل “مهمة للغاية بالنسبة للفلاحين الغابونيين ولفلاحة البلاد”، معربا عن قناعته بأن “إنتاجنا سيستفيد بشكل كبير من هذه المبادرة”.

كما أكد على العلاقات الممتازة بين المغرب والغابون، واصفا إياها بـ “العميقة و الغنية المبنية على الصداقة والاحترام المتبادل والتفاهم الودي”، تحت رعاية قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، والرئيس علي بونغو أونديمبا.

وقال “عمليا في جميع قطاعات الانشطة، ترتبط المملكة المغربية وجمهورية الغابون بشراكة فاعلة ومتميزة ومفيدة للطرفين”.

كما ذكر وزير الفلاحة بمشاركته في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب ومباحثاته “المكثفة” لا سيما مع نظيره المغربي محمد صديقي ومسؤولي مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.

وفي هذا الاطار أشار المسؤول الغابوني إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط سيساهم في “تعزيز القدرات الفلاحية من خلال خلق تعاونيات غابونية”، مبرزا أن “الغابون بصدد إنشاء مناطق فلاحية ذات إنتاجية عالية. والهدف ضمان 50 في المئة من الإنتاجية محليا”.

وسجل أن المكتب الشريف للفوسفاط بخبرته الكبيرة “سيدعمنا في تكوين الفلاحين وتعزيز قدراتنا وإنشاء زراعات جيدة”.

من جهة أخرى، أكد المسؤول الغابوني أن توزيع الأسمدة في مقاطعات الغابون التسعة يجري بشكل مناسب، بعد أن تلقى الفلاحون تكوينا على كيفية استخدامها، والتي تشرف عليها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.