أنا الخبر ـ وكالات
أمال كثيرة سيطرت على عدد من سكان لعالم بأن الخلاص من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) سيكون في فصل الصيف، حيث ستساهم الحرارة في انحساره واختفائه.
وبالرغم من نفي منظمة الصحة العالمية لاختفاء الفيروس في درجات الحرارة العالية، إلا أن دراسة حديثة كشفت أن حرارة الصيف والرطوبة وأشعة الشمس ستبطئ من اتنشار الفيروس التاجي وليس وقفه بشكل تام، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وقال محمد جالي، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن تأثير الطقس على الفيروس التاجي كان الموضوع الأكثر بحثا خلال الأشهر الأخيرة.
وأكد توماس مولينا، كبير خبراء الأرصاد الجوية في شركة “Televisió de Catalunya” الإسبانية، إن الطقس الحار ليس سوى عنصر واحد في الظروف البيئية التي تؤثر على الفيروس التاجي، وهناك علاقة بين درجات الحرارة المرتفعة ومعدلات انتقال الفيروس المنخفضة.
وفي الأسابيع الأخيرة، دعمت العديد من الدراسات البحثية، المستندة إلى التجارب المعملية، ونماذج الكمبيوتر والتحليلات الإحصائية المعقدة، الرأي القائل بأن الطقس التاجي سوف يثبطه الطقس الصيفي.
ووجدت الدراسات الحديثة التي تم تجميعها من باحثين في كلية الطب بجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أنه من خلال فحص مجموعة من الظروف الجوية، من درجة الحرارة والرطوبة النسبية إلى هطول الأمطار، في 3739 موقعًا حول العالم، ووجدوا أن متوسط درجات الحرارة فوق 77 درجة يرتبط بانخفاض في انتقال الفيروس.
كما ارتبطت كل زيادة إضافية في درجة الحرارة بمقدار 1.8 درجة فوق هذا المستوى، بانخفاض إضافي بنسبة 3.1% في معدل تكاثر الفيروس، ووجد البحث من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الانتقال إلى طقس الصيف لن يكون كافيًا لاحتواء انتقال الفيروس بالكامل.
وأوضح الباحثون أنه هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الفيروس وتحوله إلى فيروس موسمي، ومن بينها الرطوبة، حيث إن الرطوبة العالية تجعل قطرات الجهاز التنفسي تسقط على الأرض بسرعة أكبر مما يحد من الانتقال الجوي، على عكس فصل الشتاء حيث يتنشر الفيروس بسهولة في الهواء الجاف.
وأدرج ديفيد روبين، مدير “PolicyLab ” في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وزملاؤه عوامل الطقس في النموذج الذي طوروه والذي يوضح متى وأين سيكون آمنًا نسبيًا تخفيف بعض أوامر الإغلاق.
وقال روبين إنه من الواضح أن الطقس يؤثر على الفيروس التاجي، وليس بشكل كافٍ للقضاء عليه ولكن بصورة تبطئ من انتشاره.
فيما أوضح ريتش سوركين، المؤسس المشارك لشركة” Jupiter Intelligence “، والخاصة بإدارة المخاطر، أن البلدان التي بها أكبر فاشيات وأعلى معدلات وفيات حتى الآن كلها في مناخات أكثر برودة.
وحين ظهرت الفيروسات التاجية الأخرى، مثل السارس وMERS، موسمية، انحسرت خلال فترات الطقس الحار مثل الإنفلونزا الموسمية، ويشتبه العديد من الخبراء أن الفيروس التاجي الجديد قد يفعل نفس الشيء.