أنا الخبر ـ متابعة 

رغم أن القرار الجزائري بخصوص الغاز الموجه للمغرب لن يكن له أي تأثير وهو ما أكده مصدر رفيه المستوى بالقول “نحن نسير في الاتجاه الصحيح ونشتغل في صمت”، مشددا على أن القرار لن يؤثر على المغرب بشكل “نهائي”، لكن يبقى سؤال البديل الذي ستعتمد عليه الرباط قائما رغم ذلك، كون أن نسبة 3,3 في المائة من مصادر الطاقة التي ستفقدها المملكة تظل بحاجة لمن يُغطيها رغم ضآلتها تفاديا لأي أزمة قد يكون لها انعكاس سياسي أكثر منه اجتماعي، لكن الخبير الاقتصادي نوفل الناصري، العضو السابق في لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب يبدو متفائلا بهذا الخصوص، إذ يوضح أن المغرب منذ سنة 2018 بدأ يُفكر مليا في هذا الأمر لينفتح بشكل كبير على الغاز الأمريكي عوض الغاز الجزائري.

وقال المتحدث نفسه وفق ما كتبته “الصحيفة”، إن المملكة الآن تدرس إمكانية الانفتاح على الغاز الروسي، وذلك بعد بداية الحديث عن خط الأنابيب “ستريم 2″ الذي سيربط روسيا بألمانيا وسيحمل إمدادات كبيرة بأثمنة جد تنافسية مقارنة مع الغاز الأمريكي أو الجزائري، مبرزا أن الصراع الروسي الأمريكي حول تصدير الغاز سيكون في صالح المغرب، قبل أن يذكر أيضا بـ”العلاقات الطيبة التي تربط المملكة بدولة قطر والتي يمكنها أن تصبح من موردي الغاز الرئيسيين للمغاربة”.

وخلص الناصري وفق “الصحيفة” دائما، إلى أنه لن يكون لقرار الجزائر تأثير كبير على المغرب، ليس فقط لأن هذا الأخير أخذ هذا السيناريو بعين الاعتبار، ولكن أيضا لأن “التكلفة متحكم فيها”، موردا أن “المتضرر الرئيس هو الجزائر لأن أنبوب الغاز المار من أراضي المملكة كان يعني مداخيل كبيرة للخزينة الجزائرية، وهو أقل كلفة بكثير من الاستعمال المباشر للخط المار عبر البحر أو استخدام السفن”.

ويرى الخبير الاقتصادي أن الإشكال جزائري أساسا، إذ من الغريب أن نجد مسؤولي دولة “يخلطون المشاكل السياسية بالحسابات والمصالح الاقتصادية، فهذا غير معهود على مستوى العلاقات الدولية، وينم عن ضعف وهشاشة وارتباك وسوء تقرير للأمور وسيكون له أثر سلبي ليس فقط على العلاقات بين البلدين، بل أيضا سيضر الجزائريين داخليا وسيؤكد مستوى عدم الرشد السياسي الذي بلغه مسؤولو هذا البلد”، على حد تعبيره.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.