أنا الخبر ـ اليوم24

قرر الطبيب والجراح المغربي زهير الهنا، المعروف بنشاطه ومبادراته التطوعية وطنيا ودوليا، التوقف عن ممارسة مهنة الطب في المملكة، بسبب اختلالات وإهمال “مقصود” في قطاع الصحة، التي تدفع الفقراء إلى التوجه رغما عنهم إلى العيادات الخاصة.

وجاء قرار الهنا بتعليق أنشطته في المغرب بعد 3 سنوات كرسها من حياته لتدريب 600 قابلة، بشكل مجاني، في مختلف مناطق المغرب لرعاية الأمهات، وكذا مبادراته الإنسانية التي جاب بها عددا من مناطق الصراع، وضمنها سوريا وقطاع غزة.

وقال الهنا إن قراره جاء بعد تفكير عميق، وبالنظر في كل الإختلالات التي لاحظها بقطاع الصحة في المملكة، مشيرا في تصريحاته لموقع “h24info” إلى أن واقعتين كان لهما الأثر البالغ في قراره.

وأوضح الهنا أن أولى هذه الواقعتين الإتصال الذي تلقاه من مساعدة اجتماعية أخبرته من خلاله أن الأطباء بإحدى مدن الأطلس المتوسط رفضوا معالجة مريض مصاب بورم ليفي، وهم نفس الأطباء الذين أتى لتدريبهم هناك قبل عام واحد لكنهم لم يبدو أي اهتمام لذلك، مضيفا بأن المرضى يتم توجيههم إلى مستشفيات أخرى لا توفر لهم العلاج أيضا.

الواقعة الثانية، يضف الهنا، تتعلق بمعاينته لوفاة تعرضت لها إحدى النساء أثناء وضع حملها، جراء نزيف دموي كان سببه التأخر في اتخاذ القرار وعدم كفاءة التدخل الطبي.

ويتابع الهنا أن الواقعتين تبرزان إشكالية تدريب الأطباء المغاربة، كما تبين افتقادهم للمعدات الأساسة اللازمة لحسن إجراء تدخلاتهم الطبية.

ويضيف الهنا متحدثا عن وضع المنظومة الصحية، أنها تفتقد للوسائل الأساسية لإجراء التشخيصات المناسبة، كما أن النساء لا يحضين بالتدخلات الطبية إلا في حالة المستعجلات، كما يفتقد لنظام لمراقبة المواليد الجدد، مسجلا بأن السلطات لم تنجز أي شيء لتغيير هذا الوضع “هناك إهمال لا يصدق وبدأت أعتقد أنه مقصود”.

وعبر الهنا عن امتعاضه من العرض الصحي المستند على “القوافل” والحملات الطبية التي “لا تعالج أبدا”، مشددا على أن المواطنين يحتاجون إلى التطبيب بشكل دائم وليس فقط حينما نرغب بذلك، “لا يمكن أن نقول لمن تعرض للسعة العقارب في الصحراء أن ينتظر القوافل”.

وحول خطوته المستقبلية، يقول الهنا “في مرحلة ما لا يكون بإمكاننا الإستمرار، يجب الإنتقال إلى مكان نكون قادرين فيه على المساعدة”، مشيرا إلى قراره الإقامة بدول الشرق للعمل في الدول العربية، مع الإنتقال بمهمات إلى باريس، مضيفا “قد أعود إلى المغرب لاحقا لكن حاليا أنا أشعر بالضيق”.

المقالات الأكثر قراءة

اترك تعليقاً