بقلم : عبد الرزاق أمدجار ـ أنا الخبر

ليس جديدا على المملكة المغربية وعلى ملوكها العلوين الذين تعاقبوا على عرش أسلافهم هذا الحزم والرعاية لشعبهم، كما ليس غريبا هذا التلاحم بين شعب وفي، وملك يحب شعبه ووطنه، بشكل لن تجده إلا في المغرب.

المغرب عاش فترات عصيبة تميزت بالجفاف والقحط والجوع والأمراض وأخرى تميزت بالحرب ضد العدو والمستعمر، وكانت الغلبة والانتصار دائما للمغاربة ولعل ما يمز هذه الأرض الطيبة أرض الشرفاء والصالحين هو تلاحم الملك والشعب، ولعل ثورة الملك والشعب كانت شعارا لدحض المستعمر عندما نفي الملك محمد الخامس رحمه الله، وما فعلته المقاومة من رد وتضامن حتى عاد الملك واحتفل الجميع بانتصار الملك والشعب ولم ينتهي الجهاد بعد كما وصفه الملك محمد الخامس رحمه الله عندما خطب في شعبه، إن الوطن مر من الجهاد الأصغر وينتظره الجهاد الأكبر، وكأنه يعلم جيدا ما ينتظر المغرب من تضحيات وفترات لن تكون سهلة، وأهمها زلزال أكادير الذي تابع العالم كله، كيف اتحد المغاربة مجددا وكانوا في الموعد .
التلاحم الوطني يعود مجددا مع المغفور له الحسن الثاني وما حققه للمغرب، من ازدهار ونماء وقوة اقليمية استراتيجية، أشاد بها العالم وكانت ملحمة المسيرة الخضراء خير دليل على ما سلف ذكره بل وأهم فترة، سوق فيها المغرب علاقة الشعب بملكه والحب الذي يتوارث أبا عن جد بين الملوك العلويين والشعب الوفي الصادق.

وخلال الفترتين، شهدت المملكة أزمات مختلفة من جفاف وأمراض، استطاع العرش والشعب أن ينتصر فيها، وتمر بسلام وتبقى المملكة المغربية الشريفة نموذجا يحتذى به.

اليوم وكلنا نتابع بل والعالم بأسره، ما وصل إليه المغرب في حكم ملك شاب ذكي وواع بمسؤوليته، الملك محمد السادس ملك الفقراء كما يسميه شعبه ومند اعتلاء عرش أسلافه، قدم دروسا للعالم والحكام في الديمقراطية وحقوق الإنسان وفي المقاربات التنموية والاقتصادية حتى اصبح ملكا للأفارقة أيضا، وليس فقط للمغاربة، اليوم نعيش أزمة ليست كباقي الأزمات مرضا معديا خطيرا أصاب العالم اسمه “ڤيروس كورونا المستجد كوفيد”19، أصاب الصين فأربكها وهز اقتصادها وقتل الآلاف من شعبها رغم تطورها وحنكتها استطاع أن يفتك بها ليمر عبر إيطاليا التي هلكها وايران وألمانيا وفرنسا والقائمة طويلة لا زالت مستشفياتها المجهزة تستقبل مصابين ووفيات وذلك بانتشار يومي سريع لم يستطيعوا وقفه.

في المغرب الذي لقي إشادة دولية حتى أصبح نموذجا يعطى به المثال وتعطى أيضا الدروس في المقاربة الإنسانية التي قدمها الملك محمد السادس كيف أعطى تعليماته الفورية للمؤسسات بمختلف مكوناتها من أجل التعامل بكل حزم ويقظة ومسؤولية للتصدي لهذا الوباء العالمي وكيف غامر باقتصاد المملكة الذي يعتمد في ناتجه الداخلي الخام على قطاع السياحة بنسبة 7%، اتخذ منذ البداية إجراء حازما وأغلق حدوده، المغرب الذي يفترض أن منظومة حمايته الاجتماعية أقل عشر مرات من متوسط دول الاتحاد الأوروبي كما نشرت إحدى الصحف الأوروبية، أعلن عن حزمة من التدابير الاجتماعية المغرب أفضل بكثير من إسبانيا تضيف نفس الجرائد، المغرب كان سباقا إليها و تجاوز بحزمه وإجراءاته حتى على ما قامت به الصين في بداية الأزمة.

نعم أخي القارئ أختي القارئة المغرب بفضل سياسة ملكه الرشيدة على جميع المستويات من تدابير اقتصادية تشكلت في عدد من القرارات الهامة مست البنوك ووكالة توزيع الماء والكهرباء ومراقبة الأسعار ومحاربة الجشع والاغتناء من الأزمة وأخرى أمنية ترابية إلى صحية بحيث أعطى تعليماته بشكل صارم إلى أركانه العسكرية باتخاذ مسكرات مجهزة ومستشفيات مدنية لمواجهة فيروس كورونا واستقبال مصابيه.

فعلا إنه ملك الفقراء وملك كل المغاربة الملك المواطن الإنسان ..

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.