في تحرّك يثير الدهشة أكثر مما يحقق المكاسب، وجّه رئيس الجزائر عبد المجيد تبون شكره لسلوفينيا، رغم إعلان هذه الأخيرة دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء. مشهد يعكس مجددًا حالة التيه التي تعيشها الدبلوماسية الجزائرية، ويطرح علامات استفهام حول أولويات النظام ومصداقية خطابه الخارجي.
سلوفينيا تدعم المغرب… والجزائر تشكرها!
رغم تصريح ليوبليانا بأن المبادرة المغربية تشكل “أساسًا جيدًا” للحل، وأن المغرب يبذل “جهودًا جادة وموثوقة”، لم يتردّد عبد المجيد تبون في التعبير عن امتنانه لسلوفينيا بعد زيارة “رسمية” بلا أهداف معلنة، ما اعتُبر تناقضًا فاضحًا بين المواقف والشعارات.
زيارة بلا مضمون… لتحسين الصورة فقط؟
زيارة تبون إلى سلوفينيا افتقدت لأي جدول أعمال واضح أو أهداف استراتيجية، وبدت كمجرد محاولة إعلامية لإظهار نشاط خارجي للرئيس، في وقت يتحرك فيه نظام الكبرانات غالبًا كرد فعل متأخر على تحركات المغرب، وليس ضمن استراتيجية مستقلة ومدروسة.
دبلوماسية ردود الأفعال… لا رؤية ولا مبادرات
تعتمد السياسة الخارجية للبلاد بشكل مفرط على ردود الأفعال، إذ لا مبادرات استباقية أو مشاريع تكاملية، بل تحرّكات مشتتة تتبع خطوات الرباط عن كثب. وهذه المقاربة جعلت الجزائر تبدو وكأنها تشتغل بوظيفة “رد الفعل السياسي”، بدل أن تكون فاعلًا إقليميًا مستقلاً.
تناقض صارخ مع خطاب “نصرة الشعوب”
لطالما قدم النظام الجزائري نفسه كمدافع عن “حق الشعوب في تقرير مصيرها”، إلا أن موقفه الأخير يشير إلى انفصام بين الشعارات والواقع، حيث يُكرّم من يدعم خصومه، في مشهد عبثي يكشف التآكل العميق في منطق صنع القرار الدبلوماسي.
سياسة خارجية عالقة في الماضي
الجنرالات الذين ما زالوا يديرون البلاد بعقلية الحرب الباردة، يرفضون الاعتراف بالتحولات الجيوسياسية، ويستمرون في التركيز على ملفات موروثة كقضية الصحراء، فيما تغيب مشاريع التنمية والتكامل الإقليمي عن أجندتهم.
المغرب يحقق المكاسب… والجزائر تكتفي بالإنكار
في الوقت الذي يراكم فيه المغرب دعمًا دوليًا واسعًا لمقترحه، لا يمتلك نظام الكبرانات سوى أدوات قديمة: الإنكار، والرفض، والشجب. أما المبادرات البديلة أو الحلول الواقعية، فتكاد تكون غائبة تمامًا عن المشهد الجزائري.
دبلوماسية تسير إلى الخلف
الدبلوماسية الجزائرية، كعربة يقودها النظام عبر مرآة الرؤية الخلفية، لا تصنع المستقبل، بل تعيش على أطلال الماضي. في عالم يتغير بسرعة ويتطلب فاعلية ومرونة، يبدو أن البلاد اختارت التصفيق لهزيمتها بدل أن تتدارك موقعها.
التعاليق (1)
بدى عبد المجيد حاشاكم مرتبطا جدا قبل إلقاء كلمته ومن خلالها لاحظنا أنه يتذلل ويعرض غازه كالعادة لقضاء مأربه الخبيثة