قال الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، إن موجة الحر التي تشهدها المملكة خلال الأيام الأخيرة تُعد استثنائية من حيث حدّتها واتساع رقعتها الجغرافية، مؤكدًا أن درجات الحرارة المرتفعة التي طالت معظم مناطق المغرب من المنتظر أن تبدأ في التراجع التدريجي ابتداءً من يوم الجمعة القادم.
موجة الحر: “الشركي” في قلب التفسير
وأوضح يوعابد أن المغرب شهد خلال الأيام الماضية موجة حر قوية من نوع “الشركي”، تميزت بامتدادها الواسع وتزامنها مع كُتلة هوائية ساخنة وجافة ساهمت في ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة، خاصة ما بين السبت 28 يونيو والأحد 29 يونيو.
وقد تجاوزت الحرارة 45 درجة مئوية في بعض المناطق، خصوصًا بالسهول الداخلية كسوس والحوز والرحامنة، بالإضافة إلى المناطق الجنوبية الشرقية.
المدن الساحلية لم تسلم من الحرارة المفرطة
رغم أن المدن الساحلية عادة ما تستفيد من تأثير البحر في تلطيف الأجواء، إلا أن هذه الموجة سجلت اختلالًا ملحوظًا في هذا التوازن الطبيعي، إذ عرفت هذه المدن بدورها ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة فاق المعدلات المعتادة بـ10 إلى 20 درجة مئوية، مما زاد من الطابع الاستثنائي للموجة الحالية.
هل ستستمر موجة الحر؟
بحسب التوقعات، فإن الطقس سيبقى حارًا إلى شديد الحرارة إلى غاية يوم الخميس، خصوصًا بالسهول الوسطى والغربية، ومناطق الجنوب الشرقي، وداخل الأقاليم الجنوبية.
وقد تسجل درجات الحرارة خلال هذه الفترة ما بين 41 و47 درجة مئوية في بعض المناطق، إلى جانب احتمالية ظهور زخات رعدية محلية، خاصة بالأطلس الكبير والصغير.
انخفاض مرتقب ابتداءً من الجمعة
وأفاد يوعابد أن درجات الحرارة يُرتقب أن تبدأ في الانخفاض التدريجي بدءًا من السواحل والسهول الشمالية يوم الجمعة، على أن يشمل الانخفاض لاحقًا المناطق الداخلية والشرقية.
ورغم هذا التراجع، يتوقع أن يبقى الطقس نسبيًا حارًا خلال نهاية الأسبوع، خصوصًا بالسهول الداخلية والمناطق الجنوبية الشرقية.
التغيرات المناخية في خلفية المشهد
تعكس هذه الظواهر الجوية المتطرفة، بحسب مختصين، التأثير المتصاعد للتغيرات المناخية العالمية، والتي باتت تؤثر بوضوح على وتيرة وحدة الظواهر الجوية القصوى في المغرب والمنطقة المتوسطية.
التعاليق (0)