الجزائر تفشل في توريط دولة إفريقية في مخططها الانفصالي

الجزائر تفشل في توريط دولة إفريقية في مخططها الانفصالي مختارات الجزائر تفشل في توريط دولة إفريقية في مخططها الانفصالي

في خطوة كشفت عن وعي دبلوماسي مصري وتيقظ استراتيجي، أعلنت القاهرة انسحابها التام من مناورات “سلام إفريقيا 3″، التي تنظمها الجزائر تحت غطاء لجنة الدفاع التابعة للاتحاد الإفريقي. وجاء هذا القرار بعد التأكد من مشاركة عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية في التمرين العسكري، ما اعتُبر محاولة من النظام الجزائري لجرّ مصر نحو موقف يُفهم منه اعتراف ضمني بكيان غير معترف به دوليا.

القرار المصري شكل صفعة قوية للمخطط الجزائري، الذي يسعى باستمرار إلى استغلال الفضاء الإفريقي والدولي لترويج أطروحته الانفصالية وزرع الكيانات الوهمية في محيطه الإقليمي. وبانسحابها، وجهت القاهرة رسالة واضحة مفادها أن وحدة الأراضي الوطنية للدول الشقيقة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، مهما حاولت أطراف معينة فرض أجنداتها الدبلوماسية بالقوة أو بالتحايل.

هذا الإجراء المصري العاقل أثبت مرة أخرى أن مصر، رغم توازنها المعروف في علاقاتها المغاربية، ترفض الانخراط في أية ترتيبات قد تُفهم على أنها دعم لكيانات مصطنعة، خاصة عندما يتعلق الأمر بوحدة وسيادة المغرب، الشريك الإستراتيجي في عدة ملفات إقليمية.

وبينما تحاول الجزائر التملص من مسؤولية إدراج البوليساريو ضمن لائحة المشاركين، فإن الجميع يدرك أنها الممول الرئيسي والداعم السياسي لهذا الكيان، وأن هذه المناورات لم تكن سوى غطاء لتطبيع حضوره ميدانياً خارج أروقة الاتحاد الإفريقي.

انسحاب مصر لم يعرّي فقط الحسابات الجزائرية، بل كشف أيضاً عن حجم العزلة التي باتت تواجهها الجزائر في محاولاتها لتسويق أطروحاتها الانفصالية، خاصة بعد أن تخلّت عنها قوى إقليمية كانت تعتبرها حليفة ظرفية.

وبذلك، تكون مناورات “سلام إفريقيا 3” قد تحولت من مناسبة للتنسيق العسكري إلى لحظة كاشفة لفشل دبلوماسي جزائري جديد، يزيد من اتساع الهوة بين طموحات النظام في المرادية والواقع السياسي للقارة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً