أطلقت الجهات المختصة في الرصد الجوي بالمغرب بلاغًا استباقيًا هامًا، يحمل نبرة تحذيرية بشأن ما يُنتظر أن يكون صيفًا استثنائيًا وغير مألوف خلال موسم 2025، وذلك استنادًا إلى أحدث ما وفرته النماذج العددية العالمية والتحليلات الجوية بعيدة ومتوسطة المدى.
إعادة تموضع الأنظمة الجوية.. مفتاح التغير
تشير التحديثات المناخية إلى أن المملكة مقبلة على دينامية حرارية غير اعتيادية، سببها الرئيسي إعادة التموضع الهيكلي للأنظمة الجوية شبه المدارية، وفي مقدمتها المرتفع الآزوري والمداري العلوي.
هذه التحولات تُنذر بموجات حر مفرطة ومتكررة، قد تتجاوز المعدلات المناخية المرجعية بكثير، مما يفرض تحديات كبرى على مستوى الاستعداد والتكيف.
عوامل جوية تدفع إلى أقصى درجات التحذير
حسب المعطيات التقنية، فإن هذه الموجات الحارة المرتقبة ترتبط بعدة عناصر جوية مقلقة، أبرزها:
- تموضع شبه ثابت لمرتفع مداري قوي في الطبقات العليا من الغلاف الجوي (بين 500 و300 هكتوباسكال).
- توغّل كتل هوائية قارّية جافة وشديدة الحرارة نحو التراب المغربي.
- تراجع فعالية التيارات البحرية الأطلسية الباردة، وتسجيل ضعف كبير في التهوية الهوائية السطحية.
طقس المغرب.. تداعيات ميدانية تتطلب تعبئة ويقظة
يُحذر البلاغ من أن الوضع الجوي الاستثنائي المرتقب بالمغرب قد يُفرز جملة من التحديات الميدانية الخطيرة، التي تستدعي تعبئة مجتمعية ومؤسساتية استباقية، أبرزها:
- ارتفاع كبير في مستوى الإجهاد الحراري لدى الفئات الهشة، خصوصًا المسنين ومرضى القلب والمصابين بالأمراض المزمنة.
- زيادة خطر اندلاع الحرائق الغابوية بفعل الجفاف، تراجع الرطوبة، واحتراق الغطاء النباتي الجاف.
- نشاط غير مألوف للزواحف والحشرات السامة نتيجة تغير حرارة التربة وتبدل خصائص بيئتها الطبيعية.
المناطق الجبلية.. طقس متقلب وخطر الفجائية
لم تغب المناطق الجبلية عن خريطة التحذيرات، حيث يُرتقب أن تشهد حالات عدم استقرار مفاجئة، تنتقل خلالها الأجواء من مستقرة إلى عاصفة وماطرة في وقت وجيز. هذه الظاهرة، وإن كانت مألوفة صيفًا، إلا أن مباغتتها قد تحمل مخاطر مباشرة على الساكنة والمتنزهين.
دعوة وطنية للاستعداد الجماعي
هذا البيان الجوي يأتي تماشيًا مع توصيات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التي دعت في تقاريرها الأخيرة إلى تعزيز الجاهزية المؤسساتية، ورفع منسوب الوعي لدى المواطنين لمواجهة موجات الحر والتغيرات المناخية المتطرفة، التي باتت أكثر تواترًا بفعل الاحترار العالمي.
في ظل هذا المشهد المناخي غير المسبوق، يبقى الوعي والوقاية مسؤولية جماعية، والاستعداد واجبًا وطنيًا لمواجهة صيف قد يحمل بين طياته تحديات بيئية وصحية غير معهودة.
التعاليق (0)