شهدت مباراة الوداد الرياضي المغربي ومانشستر سيتي الإنجليزي، التي جرت مساء الأربعاء على أرضية ملعب “لينكولن فاينانشال” في مدينة فيلادلفيا الأميركية، واقعة غير مألوفة بعدما اضطر الحكم البرازيلي رامون أباتي أبيل إلى توقيف اللعب مؤقتًا بسبب اقتحام أحد الأشخاص أرضية الملعب خلال الشوط الثاني من المواجهة.
وكان اللقاء قد جرى لحساب الجولة الأولى من المجموعة السابعة ضمن بطولة كأس العالم للأندية 2025، وانتهى بفوز الفريق الإنجليزي بهدفين دون رد، في مواجهة عرفت سيطرة واضحة لكتيبة المدرب بيب غوارديولا على مجريات اللعب.
“رسالة” على العشب تثير استغراب الجماهير
مع مرور ما يقارب ربع ساعة من الشوط الثاني، فوجئ اللاعبون والجماهير بظهور شخص يتسلل إلى أرضية الملعب، وهو يحمل لافتة موجهة إلى المغرب. وقد تدخلت عناصر الأمن بسرعة لإخراجه، فيما أوقف الحكم المباراة إلى حين إعادة الأمور إلى نصابها.
هذه الحركة الاستفزازية أثارت ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة من طرف الجماهير المغربية، التي اعتبرت الواقعة محاولة لركوب مباراة كروية كبرى من أجل تمرير رسائل مشبوهة أو غير دقيقة.
المغاربة يردّون بسخرية واستنكار
وانهالت التعليقات الساخرة والغاضبة على المشهد، حيث رأى كثيرون أن من تسلل إلى الملعب اختار المنصة الخطأ واللحظة الخطأ لتوجيه رسالته، في وقت تغيب فيه أصوات حقوق الإنسان الحقيقية عن ما يجري في أماكن أخرى من العالم، خاصة في الشرق الأوسط.
ومن بين التعليقات التي لاقت انتشارًا واسعًا:
“وأين هي حقوق الأطفال الذين يموتون في الشرق الأوسط كل يوم؟”
ورد آخر قائلاً:
“زعما عندكم كلشي بخير! ماعندكم لا فقر لا ظلم لا مشاكل!”
الرياضة ليست منصة لتصفية الحسابات
ورغم أن اقتحام الملاعب بات ظاهرة تتكرر أحيانًا في البطولات العالمية، إلا أن اختيار مباراة يشارك فيها فريق مغربي لتمرير رسالة مثيرة للجدل، أعاد إلى الواجهة النقاش حول استغلال الرياضة في قضايا سياسية أو حملات انتقائية.
ويبقى الأكيد أن الحادثة لم تؤثر على نتيجة اللقاء، لكنها سلطت الضوء على محاولات متكررة لزج الرياضة في سياقات خارجة عن روح التنافس، وهو ما ترفضه الجماهير المغربية والدولية على حد سواء، التي تُفضّل أن تبقى ملاعب الكرة فضاءً نظيفًا للفرجة والتسامح والروح الرياضية.

التعاليق (0)