في خطوة أثارت الانتباه وحملت رمزية كبيرة، ارتدى مسؤول رفيع في وزارة العدل الجزائرية قميص المنتخب المغربي لكرة القدم، كهدية تلقاها من نظيره المغربي، خلال فعاليات الاجتماع الرابع والسبعين للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العدل العرب، الذي انعقد الأربعاء بالعاصمة الرباط.
وتضمنت الهدية التي قدمها وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، لجميع المشاركين في الاجتماع، قمصانًا رسمية للمنتخب المغربي، كُتب على كل منها اسم المستلم على الظهر. ووفق مصادر حضرت اللقاء، فإن المسؤول الجزائري، الذي حضر ممثلاً لوزير العدل الجزائري، لم يتردد في ارتداء قميص المنتخب المغربي، وقام بذلك بعفوية وبدون تحفظ، في مشهد نادر يجمع بين السياسة والرياضة.
وتأتي هذه اللفتة وسط استمرار الجمود الدبلوماسي بين المغرب والجزائر، عقب الأزمة التي اندلعت في غشت 2021، وأدت إلى قطع العلاقات وسحب السفراء بين البلدين، إثر تصاعد التوترات السياسية والإعلامية.
ورغم برودة العلاقات الرسمية، تعكس هذه اللحظة الإنسانية – البسيطة في ظاهرها، والعميقة في دلالتها – إمكانية فتح نوافذ للتقارب وبناء الجسور بين الشعبين الشقيقين، حتى في أوقات التوتر.
ويرى مراقبون أن الرياضة، بما تحمله من روح تنافسية نبيلة وقيم إنسانية، قادرة على تليين المواقف السياسية، وإبراز المشتركات الثقافية والاجتماعية التي تجمع بين شعوب المنطقة، خصوصًا بين المغرب والجزائر، اللذين يشتركان في التاريخ، اللغة، والدين، رغم تعقيدات الراهن السياسي.
التعاليق (0)