انتصار طبي بخصوص النوبات القلبية

النوبات القلبية صحة النوبات القلبية

انتصار طبي بخصوص النوبات القلبية وفي التفاصيل، فيما يُعد أحد أكبر قصص النجاح في الطب الحديث، انخفضت بشكل هائل نسبة الوفيات الناتجة عن النوبات القلبية على مدى الخمسين عاماً الماضية.

لكن هذا الانتصار الطبي الكبير كشف عن تحول لافت في طبيعة أمراض القلب، حيث ظهرت تهديدات جديدة أصبحت هي القاتل الأكبر اليوم.

فمنذ عام 1970، تراجعت الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية الحادة بنسبة مذهلة بلغت 89%، وذلك وفقاً لبحث جديد من جامعة ستانفورد نُشر في “مجلة جمعية القلب الأمريكية”. ففي سبعينيات القرن الماضي، كانت النوبات القلبية مسؤولة عن 91% من وفيات القلب، أما اليوم، فقد انخفضت هذه النسبة إلى 53% فقط.

ما سر هذا النجاح؟

يعود هذا الإنجاز إلى عقود من التطورات الطبية وحملات الصحة العامة. فمنذ ستينيات القرن الماضي، ساهم تعلم المسعفين للإنعاش القلبي الرئوي، وظهور وحدات العناية القلبية، ثم تقنيات فتح الشرايين المسدودة (مثل القسطرة والدعامات)، في إنقاذ ملايين الأرواح.

وفي الثمانينيات والتسعينيات، أحدثت أدوية إذابة الجلطات، والعلاج بالأسبرين، وظهور أدوية “الستاتينات” لخفض الكوليسترول، ثورة في العلاج. ورافق ذلك حملات توعية فعالة أدت إلى انخفاض كبير في معدلات التدخين، وزيادة الوعي بأهمية معالجة ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

التهديدات الجديدة.. الوجه الآخر للنجاح

لكن البحث الجديد كشف عن وجه آخر للقصة، ففي الوقت الذي تراجعت فيه وفيات النوبات القلبية، ارتفعت بشكل مقلق (بنسبة 81%) الوفيات الناتجة عن أمراض القلب الأخرى. وقد أصبحت مشاكل مثل قصور القلب، واضطرابات نظم القلب، وأمراض القلب المرتبطة بارتفاع ضغط الدم هي المسبب الأكبر للوفيات القلبية اليوم.

ويفسر الخبراء ذلك بأن الأشخاص الذين كانوا ليموتوا بنوبة قلبية في الماضي، أصبحوا الآن ينجون بفضل التطور الطبي، لكنهم يعيشون أحياناً بقلب متضرر، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل قلبية مزمنة أخرى على المدى الطويل.

ويخلص البحث إلى أنه بينما تم تحقيق انتصار كبير في معركة الأمس ضد النوبات القلبية، فإن التحدي الجديد الذي يواجه أطباء القلب اليوم هو كيفية مواجهة هؤلاء “الأعداء” الجدد، ووضع استراتيجيات وقائية وعلاجية فعالة لقصور القلب واضطرابات النظم، التي أصبحت تشكل التهديد الأكبر لصحة القلب في عصرنا الحالي.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً