بدأت البطاقات البنكية في نوفمبر الجاري تبنّي تصاميم جديدة وعصرية تُخفي الأرقام التقليدية المطبوعة على وجه البطاقة. الرقم البارز الذي اعتدنا رؤيته أصبح الآن مطبوعًا بخط صغير على الجهة الخلفية، ضمن خطوة تُجسد بداية مرحلة جديدة في عالم البطاقات البنكية، حيث ستختفي جميع الأرقام تمامًا في المستقبل، بما في ذلك رقم البطاقة، تاريخ انتهاء الصلاحية، ورمز الأمان، لتبقى البطاقة تحمل فقط اسم حاملها.

أكثر أمانًا وأقل عرضة للسرقة

رغم أن التصميم الجديد يُعطي البطاقات البنكية مظهرًا عصريًا وبسيطًا، إلا أن الهدف الأساسي وراء هذا التغيير يكمن في تعزيز أمان المعاملات البنكية. التقنيات الحديثة، مثل “التوكنيزاسيون” (Tokenization) و”Click to Pay”، تُتيح حماية فائقة للبطاقات البنكية من سرقة الأرقام أو نسخها، وهي مشكلة تزداد خطورتها في عمليات الشراء عبر الإنترنت، حيث تُظهر الإحصائيات أن الاحتيال الإلكتروني أعلى بسبع مرات مقارنة بالاحتيال في المتاجر الفعلية.

كيف ستعمل البطاقات البنكية في المستقبل؟

في النظام الجديد، لن يضطر حامل البطاقة لإدخال أرقامها لإتمام المعاملات. عوضًا عن ذلك، سيتم ربط البطاقة برقم هاتف أو بريد إلكتروني لحاملها. عند تنفيذ أي عملية شراء، سيصل إشعار لحامل البطاقة عبر تطبيق البنك، حيث يمكنه تأكيد العملية باستخدام تقنيات التعرف على الوجه أو بصمة الإصبع، تمامًا كما يحدث مع خدمات مثل PayPal وApple Pay.

التحديات والانتقال التدريجي

ورغم المزايا العديدة لهذا الابتكار، يواجه النظام تحديًا رئيسيًا يتمثل في تأهيل التجار حول العالم للتكيف مع هذه التكنولوجيا. على سبيل المثال، التجار الذين يعتمدون على الحجوزات الهاتفية، مثل الفنادق، سيحتاجون إلى نظام جديد يعتمد على البريد الإلكتروني أو أرقام الهواتف بدلًا من أرقام البطاقات.

لهذا السبب، حددت البنوك العالمية، بقيادة شركات مثل “فيزا” و”ماستركارد”، عام 2030 كموعد نهائي لإطلاق البطاقات الخالية من الأرقام بالكامل. هذا الإطار الزمني يمنح المؤسسات المالية والتجار الوقت الكافي لتحديث أنظمتهم وتدريب موظفيهم لاستيعاب التحول الجديد.

تصميم عصري لمستقبل أكثر أمانًا

التغيير التدريجي في تصميم البطاقات ليس مجرد تحديث جمالي، بل يمثل قفزة نحو المستقبل. مع اختفاء الأرقام، ستصبح البطاقات أقل عرضة للنسخ أو السرقة، وستزداد راحة المستخدمين وأمانهم عند إجراء المعاملات الإلكترونية. هذه الثورة التكنولوجية تُعيد تشكيل الطريقة التي نتفاعل بها مع أنظمتنا المالية، وتمهد الطريق لنظام دفع رقمي متكامل يُغني عن التفاصيل التقليدية للبطاقات.

اترك تعليقاً