تشهد قارة أمريكا الشمالية، اليوم الاثنين، كسوفا يتباين مداه، ما بين كلي وجزئي، باختلاف المناطق التي ستغطيها هذه الظاهرة الطبيعية، والتي ستكون الـ15 من نوعها منذ بداية القرن الحالي.

وتكمن أهمية هذه الظاهرة الكونية، التي تشهد مسارا ينطلق من المكسيك إلى كندا مرورا بالولايات المتحدة، في كونها أول كسوف كلي للشمس يمكن رؤيته في الولايات المتحدة منذ عام 2017.

وبالنظر لكون القمر سيكون أقرب إلى الأرض مما كان عليه في عام 2017، فإن المسار الكلي لهذا العام سيكون أوسع نطاقا (بعرض 173-196 كلم).

ويرتقب أن يستمر الكسوف الكلي – أي حين يحجب القمر الشمس تماما – تقريبا ضعف ما كان عليه في سنة 2017. وسيبقى الكسوف الكلي أكثر من أربع دقائق من تكساس إلى شرق إنديانا.

في كندا، أعلنت منطقة نياغرا الكندية حالة الطوارئ، استعدادا لتدفق أعداد قياسية من الزوار لمشاهدة الكسوف الكلي النادر، في “خطوة استباقية لضمان استعدادها لاستيعاب الحدث النادر”.

وتم تحديد شلالات نياغرا باعتبارها واحدة من أفضل الأماكن في العالم لمشاهدة كسوف الشمس يوم 8 أبريل، نظرا لوقوعها في مسار الكسوف الكلي.

ويرتقب أن تشهد المنطقة إقبال قرابة مليون زائر لمشاهدة الظاهرة الطبيعية.

وفي الولايات المتحدة، تشير وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى أن ظل القمر سيمر فوق أجزاء من 15 ولاية، ومن المرتقب أن يعم الظلام العديد من المدن الكبرى بشكل كامل، ومن بينها دالاس وليتل روك وإنديانابوليس وكليفلاند وبافالو.

وستكون ولاية تكساس أفضل مكان لمتابعة ظاهرة الكسوف الكلي.

وأصدرت (ناسا) على موقعها الإلكتروني جدولا زمنيا مفصلا بمكان وزمن ومدة الكسوف في مختلف المناطق التي سيشملها، حيث يرتقب أن يستمر لمدة دقيقة أو دقيقتين في بعض المناطق، وما بين 3 و4 دقائق في مناطق أخرى. وتوضح الخريطة التفصيلية لوكالة الفضاء المسار الكامل للكسوف الكلي.

كما قدمت (ناسا)، على صفحة أخرى من موقعها، نصائح صحية من أجل الاستمتاع بمشاهدة الظاهرة الطبيعية بشكل آمن، مشددة على ضرورة حماية العين باستخدام نظارات ملائمة، وأيضا حماية البشرة من التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة.

هذه الظاهرة الطبيعية جذبت اهتمام العديد من الشغوفين بمشاهد الأحداث النادرة من مختلف أنحاء القارة ومن خارجها، حيث يتم تبادل المعلومات حول أفضل الأماكن التي يمكن فيها مشاهدة الكسوف الكلي.

كما يتم تنظيم العديد من الأحداث لتمكين العموم من متابعة الظاهرة.

وتأهبا للتأثيرات الصحية التي يمكن أن تنجم عن مشاهدة هذه الظاهرة، قامت العديد من المؤسسات التعليمية في مختلف مناطق أمريكا الشمالية بتعليق الدراسة أو السماح بالمغادرة المبكرة للفصول الدراسية.

وتواصلت بشأن ضرورة اتخاذ الاحتياطات الضرورية، من أجل حماية العين أثناء مشاهدة ظاهرة الكسوف، وذلك حرصا على الاستمتاع بمشاهدة ظاهرة كونية فريدة من نوعها في ظروف آمنة.

اترك تعليقاً