أوروبا في طريق “طلاق” الساعة الإضافية إلى الأبد… ماذا عن المغرب؟

أوروبا تستعد لتغيير الساعة الأحد المقبل مختارات أوروبا تستعد لتغيير الساعة الأحد المقبل

أوروبا قد تلغي تغيير الساعة بعد أن اعتبرته إسبانيا "متجاوزاً وضاراً بالصحة". دعم أوروبي متزايد للإلغاء بسبب آثاره السلبية على الصحة، رغم أن البرلمان الأوروبي صادق عليه سابقًا. المغرب يعمل بالتوقيت الصيفي الدائم منذ 2018، مما يثير جدلاً داخلياً. استطلاع رأي يكشف رفض 43٪ من المغاربة للساعة الإضافية. النقاش مستمر بين الصحة والاقتصاد على ضفتي المتوسط.

أخرت أوروبا، الأحد 26 أكتوبر ساعتها بمقدار ستين دقيقة إيذاناً بالانتقال إلى التوقيت الشتوي، في تقليد معمول به منذ عقود. غير أن هذه الخطوة قد تكون الأخيرة، بعدما أعاد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الجدل حول جدوى النظام، معتبراً أنه “متجاوز وضار بالصحة”.

سانشيز شدّد على أن تغيير الساعة مرتين في السنة لم يعد يحقق وفراً في الطاقة كما كان يُعتقد، بل أصبح يؤثر سلباً على حياة المواطنين ونومهم، مقترحاً خلال اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين في لوكسمبورغ إلغاء العمل بالتوقيتين الصيفي والشتوي ابتداءً من عام 2026.

دعم أوروبي متزايد لإلغاء تغيير الساعة

المقترح الإسباني حظي بدعم من فنلندا وبولندا وعدد من المفوضين الأوروبيين، الذين اعتبروا أن “الوقت قد حان لإنهاء هذا النظام”.
ويستند هذا الموقف إلى أبحاث طبية تؤكد أن تغيير الساعة يؤثر على الإيقاع البيولوجي للإنسان، مسبباً اضطرابات في النوم والمزاج، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن.

ويعود اعتماد نظامي التوقيت الصيفي والشتوي في أوروبا إلى سبعينيات القرن الماضي، خلال أزمة الطاقة العالمية، بهدف تقليص استهلاك الكهرباء عبر الاستفادة من ضوء النهار. غير أن تطور تقنيات الإضاءة الحديثة قلّل كثيراً من فائدته الاقتصادية.

محاولات أوروبية سابقة لم تنجح

البرلمان الأوروبي كان قد صادق سنة 2018 على مقترح لإلغاء تغيير الساعة، لكن غياب التوافق بين الدول الأعضاء حال دون تطبيقه.
وخلال جلسة حديثة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، دعا المفوض الأوروبي للنقل إلى “إنهاء العمل بالنظام الحالي”، معتبراً أنه يربك المواطنين دون فائدة ملموسة.

المغرب واستمرار الجدل حول الساعة الإضافية

من جهة أخرى، يواصل المغرب منذ عام 2018 العمل بالتوقيت الصيفي الدائم (GMT+1)، باستثناء شهر رمضان، مبرراً القرار بالرغبة في تقليص استهلاك الطاقة وتعزيز التناغم مع الشركاء الأوروبيين.

لكن بعد مرور ست سنوات، لا يزال الموضوع مثيراً للجدل داخلياً.

الطبيب والباحث الطيب حمضي يرى أن التوقيت الدائم “يضر بالصحة العامة لأنه لا ينسجم مع إيقاع الضوء الطبيعي”، مشيراً إلى آثاره السلبية على الأطفال وكبار السن.

ماذا يقول المغاربة؟

استطلاع للرأي أجراه مركز سونيرجيا كشف أن 43% من المغاربة يرفضون العمل بالساعة الإضافية، مقابل 28% فقط يؤيدونها، فيما يرى 40% أنها تؤثر سلباً على نمط حياتهم اليومي.

بين الصحة والطاقة.. نقاش مفتوح على ضفتي المتوسط

وبينما تتجه أوروبا نحو حسم موقفها من نظام تغيير الساعة، يبدو أن الجدل سيستمر في ضفتي المتوسط بين مؤيد ومعارض.
فبينما ترى الحكومات أن التوقيت الصيفي يدعم الاقتصاد وكفاءة الطاقة، يؤكد الخبراء أن الصحة وجودة الحياة يجب أن تكون في صدارة الاعتبارات.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (2)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
  1. مواطن -

    التوقيت الصيفي تم تغييره الأحد 26 أكتوبر

    • أنا الخبر | Analkhabar -

      شكرًا جزيلاً على تصحيحك الكامل للمعلومة، نقدر حرصك على الدقة ومساهمتك في تحسين المحتوى