شطحات الخارجية الجزائرية تتواصل ضد المغرب في التفاصيل،

تزامنا مع مواصلة مجلس الأمن الدولي مشاوراته المغلقة في أفق تبني قرار جديد تفيد التسريبات أنه لا يتوافق مع أجندات الطرح الانفصالي ويصدم توقعات وطموحات الجزائر وصنيعتها البوليساريو، لاتفوت الدبلوماسية الجزائرية أية مناسبة لتسويق مواقفها المتحجرة من النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء ومحاولة توريط كافة المنتدبات والمنابر الإقليمية أو الدولية وتوظيفها في محاولات يائسة ومتواصلة لترويج الطرح الانفصالي البائد والمنبوذ.

آخر شطحات الخارجية الجزائرية التي لم تتعاف بعد من صدمات الإحباط المتوالية، محاولة وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف، استغلال منبر الدورة ال 20 للاجتماع الوزاري لدول إفريقيا ودول شمال أوروبا الذي احتضنته العاصمة الجزائرية منتصف الأسبوع الماضي، لتمرير خطاب عدائي مفعم بالحقد الأعمى والكراهية المجانية تجاه المغرب ومصالحه العليا.

النظام الجزائري الذي فشل في إقناع الدانمارك شريكه في تنظيم الاجتماع الوزاري عن منطقة شمال أوروبا من أجل ضمان حضور ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية للدورة التي احتضنتها الجزائر عن المجموعة الافريقية، نتيجة “تحفظ جل الدول الاسكندنافية عن الاعتراف بالكيان الوهمى اللقيط، دفع بوزير خارجيته عطاف إلى حشر ملف النزاع الإقليمي الذي اصطنعه نظام المرادية العسكري في كلمة افتتاح المؤتمر، رغم إدراكه أن دول مجموعة شمال أوروبا التي تضم الدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج والسويد، بالإضافة إلى جزر فارو وغرينلاند وجزر أولاند، لا تتبنى بالمطلق الأطروحة الانفصالية التي تروج لها الجزائر.

و لذلك رفضت حضور جمهورية الوهم و الخيام في صحراء لحمادة لأشغال الدورة الجارية بالجزائر، بل إن المجلس البرلماني لشمال أوروبا رفض قبل سنة مناورة يسارية لإقحامه في النزاع المفتعل حول الصحراء، من خلال رفضه بأغلبية واسعة مسودة توصية، كانت تهدف إلى فرض قيود وتدابير على استيراد المنتجات القادمة من الصحراء المغربية من منطلق أن ملف النزاع لا يقع ضمن اختصاصات المجلس البرلماني الموحد للدول الاسكندنافية، الأعضاء به والتي لا تعترف بالكيان الوهمي المصطنع.

إخفاق وزير الشؤون الخارجية الجزائري في استدراج شركاء الدورة من مجموعة شمال أوروبا لتبني موقف يتماهى مع الطرح الانفصالي البائد، سينضاف إلى الفشل الذريع الذي ميز الدورة السنوية للاجتماع الوزاري لدول إفريقيا ودول شمال أوروبا الذي احتضنته الجزائر، حيث لم يتعد الحضور الافريقي 20 دولة ممثلة من أصل 54 مجموع أعضاء الاتحاد الأفريقى مما يعكس تفطن عدد متزايد من الحكومات والدول ذات السيادة قاريا ودوليا لألاعيب ومناورات الدبلوماسية الجزائرية لاقحام الطرح الانفصالي في جميع المنتديات والمؤتمرات المحلية أو ذات الصبغة الإقليمية والدولية.

فشل النظام الجزائري في تنظيم وإنجاح الاجتماع سالف الذكر عن طريق محاولة التحكم في مخرجاته بما يخدم أجندة نظام الجنرالات سيتجسد أيضا في حرص الأطراف المشاركة على عدم تضمين التوصيات الصادرة عن اللقاء أي إشارة للنزاع المفتعل.

في المقابل، سيتعين على السيد عطاف أن ينضبط كدولة وحكومة لروح وجوهر القرارات الأممية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والتي تكرس سنويا الجزائر كطرف رئيسي معني بالنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، ومطالب بالمشاركة الفاعلة و الملتزمة والمسؤولة في جهود المنتظم الدولي لإيجاد حل سياسي تحت الإشراف الحصري للأمم المتحدة للخلاف الذي تسبب نظامه في تفريخه ونشأته ثم رعايته منذ خمسة عقود.

المصدر: العلم

اترك تعليقاً