أنا الخبر | Analkhabar

رد البروفيسور عز الدين الابراهيمي بطريقة صارمة هلى ما  وقع من أحداث في الفترة الأخيرة عقب استقال الرئيس التونسي “قيس سعيد” لزعيم الانفصاليين ابراهيم غالي بتونس.

وقال الابراهيمي في تدوينة مطولة له: من طبعي أن لا أكون متشائما… ولكن هذا ما أحس به كثير من المغاربة اليوم… و هذا ما تفضي له قرائتي المتواضعة للوضعية الجيوسياسية للفضاء المغاربي… والتي تجعلني لا أؤمن كثيرا بنشأة أي كيان مغاربي أمن و متعاون… و أنه ستكون هناك سنين من عداوة عداوة بدل خاوة خاوة… و أن البعد الإفريقي هو الحل بالنسبة للمغرب… فلنتجرد قليلا من العواطف ديال خاوة خاوة… و لنمحص في بعض سطور، ما يقع حولنا بموضوعية…”.

لنبدأ بالخضراء… نعم لقد ألمني، أن يستقبل الرئيس الانقلابي زعيم عصابة الانفصاليين… وإن كان ذلك في الحقيقة منتظرا من شخص كالسيد سعيد… فكيف لشخص وأد ثورة الياسمين و نصب نفسه ديكتاتورا على بلد الشابي… كيف به، أن لا يتآمر على المغرب من أجل ربح أني… المؤسف هو أن هذا البلد الجميل دخل و منذ مدة في دوامة المسار التاريخي “ضد الثورة”… و ستطغى المصالح الأنية و النرجسية في مصيره تحت رحمة السيد سعيد…

و إذا ما نظرنا لبلد المختار… فقد دخل في دوامة التفتيت و التقسيم.. و تكالب الدول… أنباء اليوم.. 12 قتيلا في اشتباكات مسلحة بطرابلس…

الجارة الشرقية

أما بالنسبة للجارة الشرقية… فأنا لا أخاف كثيرا من النظام و لكن من هذا الجيل الجزائري الجديد الذي يربى على كره المغرب… و سيتشبع مع مرور السنين بكون المغرب يمنع الجزائر من الريادة… وهي الدولة الغنية و الكبيرة… تستحق ذلك الريادة، وفاءا لتاريخ الشهداء و دماءهم الزكية… و المغرب هو الذي ينمنعهم و يشكل خطرا على بلدهم، لأنه يستقوي بإسرائيل…

وهكذا وفي وجدان الشعب بدأت تنمو صورة… العدو المروكي الصهيوني يتكالب على الجزائر كما ينهش في غزة و الضفة الغربية… أكثر من ذلك… و في المخيلة الشعبية الجزائرية… بدأ المغرب يأخذ تدريجيا مكان فرنسا و إسرائيل كعدو…  أتمنى أن أكون مخطئا… ولكني أظن أن سيكولوجية الضحية ستطول بالجزائر… و لمصلحة طغمة يعرفها الجميع…

الحل… هو موريتانيا الشقيقة… نعم أنا متيم بالبعد الإفريقي للمغرب و الذي يمر حتما عبر علاقة متميزة مع إخواننا الموريتانيين… شعب موريتانيا النبيل و شعوب بلدان مجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا… هادوك هما اللي “خاوة خاوة و بلا عداوة” ديال الصح… فلنجعل منهم أولوية الأولويات في أي إستراتيجية نخطط لها…

في الأخير… الحقيقة المرة… هي أن المكائد المغاربية ستحدث و أن مؤامرات الجارة الشرقية ستستمر… و ستؤلمنا كلما وقعت…

و لكن هذا الفضاء المغاربي الفظيع يجب أن لا يخيفنا كثيرا و لا يحبطنا عن الاستمرار في بناء هذا البعد الإفريقي بذكاء……و ليحفظ الله لنا وطننا و ملكنا من كل كائد متئامر… قريب أو بعيد…. خفي أو ظاهر…

و حفظنا الله جميعا…” يختم عز الدين الابراهيمي تدوينته.

اترك تعليقاً