أنا الخبر ـ كود 

قالت وكالة الانباء الجزائرية، إن صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائرية، زار عاصمة نيجيريا أبوجا والتقى نظيره النيجيري، مشيرة إلو أن الوضع الاقليمي في الساحل ومالي على الخصوص بما في ذلك آخر التطورات في موضوع الصحراء كانت في صلب المناقشات بالاضافة إلى مشاريع كتقلق عقلية النظام الجزائري  مثل خط الانبوب الغازي الرابط بين الجزائر ونيجيريا، والطريق الصحراوي.

“كود” تحدثت مع خبير في الشأن الاسترانيجي رفض ذكر اسمه لأن موقعه لايسمح له، والذي تحدث عن الفشل الذي لحق بالدبلوماسية الجزائرية بعد هذه الزيارة .
وهذه العناصر الأساسية وراء فشل الزيارة وفق الخبير نفسه:

1/ الاعلام الرسمي النيجيري ووزير الخارجي النيجيري في موقعه على تويتر لم يذكر موضوع الصحراء واكتفى بذكر أن المحادثات تناولت العلاقات الثنائية ودور نيجيريا في استتباب الأمن في منطقة الساحل، وعدم ذكر موضوع الصحراء من طرف الاعلام الرسمي النيجيري في حد ذاته انتصار للمغرب في كسب حياد نيجيريا الايجابي.

نيجيريا دولة محورية وتحتل  المرتبة الأولى واحيانا الثانية كأكبر اقتصاد افريقي حسب أسعار النفط، كما أنها أكثر الدول الافريقية من حيث عدد السكان ولها دور كبير في محيطها، وكانت للاسف تساند البوليزاريو علانية إلى غاية وصول ادارة الرئيس بوخاري للحكم والزيارة الملكية لعام 2016 والتي أسست لعلاقات تعاون جديدة في اطار السياسية الافريقية للمغرب المبنية على التعاون جنوب جنوب واستثمارات ملموسة.

علينا أن نعرف أن المغرب من خلال المكتب الشريف للفوسفاط سيبني في نيجيريا معلم أسمدة تبلغ كلفته 1.3 مليار دولار سيمكن نيجيريا من سد حاجياتها من الأسمدة وتصديرها لمحيطها، مما سيساهم في ضمان الأمن الغذائي لنيجيريا.
أبوجا لا تستطيع أن تضحي بأمنا الغذائي وعلاقاتها مع المغرب من أجل شعارات الحرب الباردة ودعم عصابات مثل البوليساريو يشتغلون وفق تكتيكات حرب العصابات كما تفعل بوكو حرام شمال نيجيريا.

2/ ومن جهة أخرى عاد بوقادوم خاوي الوفاض في مايتعلق بأنبوب الغاز الجزائري النيجيري، وهو فكرة أطلقت عام 2002 وأقبرتها الجزائر لأسباب لخصها الخبير في عاملين: أولا الجزائر تنظر إلى نيجيريا على أنها منافس لها في سوق الغاز الأوروبي وتريد أن تكون المزود الرئيس للقارة العجوز.

ثانيا عدم امكانية انجاز هذا المشروع بالنظر إلى أن الصحراء الجزائرية وشمال نيجيريا مرتع للجماعات الارهابية.
وجاء مشروع الأنبوب الغازي العابر للمتوسط والذي يحظى بمتابعة على أعلى مستويات الدولة في المغرب ونيجيريا، كما تبين في زيارة بوخاري للرباط والبلاغ المشترك الذي وقعه أونهيم ONHYM مع الوكالة النيجيرية المختصة بالمحروقات حيث تم الاتفاق على أن يكون أنبوبا يمر في البحر واليابسة معا، وهذا المشروع ستكون كلفته أقل وسيكون آمن وله انعكاسات ايجابية على الأمن الطاقي في غرب افريقيا.

3/ أما بخصوص الطريق السيار بين الجزائر ونيجيريا، فالأفارقة يعرفون جيدا قصة الطريق السيار الجزائري شرق غرب الذي يعتبر من بين أكبر قضايا الفساد في القارة. الدولة التي لا تستطيع أن تبني طريقا لائقة لمدنها الصحراوية كورغلة وعين صالح وغرداية والتي تنظر للصحراء كأرض للنهب لايمكن ان تستثمر في افريقيا جنوب الصحراء.
وحتى وان أرادت الاستثمار، ماذا يمكنها أن تفعل؟ كل ما تبيعه الجزائر للخارج نفط وغاز وكل ما تصدره للساحل هو الارهاب، وقد رأينا كيف قضت على فكرة الحكم الذاتي لطوارق مالي الذي اقترحه المغرب بدعمها لجماعات متشددة كالموجاو التي يقودها أحد اتباع البوليزاريو، بالاضافة على جماعات ارهابية اخرى يقودها جزائريون.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.