في خطوة تعبّر عن طموح تنموي غير مسبوق، يخوض المغرب سباقاً متسارعاً مع الزمن من أجل تأهيل بنيته التحتية، استعداداً لاحتضان كأس الأمم الإفريقية 2025، وكأس العالم 2030 الذي ينظمه بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وقد خصصت المملكة لهذا الورش الوطني الضخم ميزانية استثنائية تناهز 340 مليار درهم، تُوجه لمشاريع جارية التنفيذ وأخرى مبرمجة ضمن رؤية تنموية شاملة ومستدامة.
وشهدت ميزانية وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك لسنة 2025 ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 9%، لتصل إلى 70 مليار درهم، في مؤشر واضح على الأهمية القصوى التي توليها الحكومة المغربية لقطاع البنية التحتية خلال المرحلة المقبلة.
أربع واجهات استراتيجية للاستثمار
توزعت الاعتمادات المالية المرصودة على أربعة قطاعات حيوية تشكل العمود الفقري لهذا الورش الوطني:
قطاع التجهيزات العمومية: رُصد له حوالي 29.6 مليار درهم.
قطاع الطرق: خصص له 24.3 مليار درهم.
قطاع الماء: حصل على 12 مليار درهم.
القطاع المينائي: استفاد من أكثر من 4.2 مليار درهم.
كما تم تخصيص 3.2 مليار درهم لأغراض الدراسات التقنية ومتابعة تنفيذ المشاريع على أرض الواقع.
تحلية المياه: رهان استراتيجي على الأمن المائي
في ظل التحديات المناخية المتزايدة، يضع المغرب تحلية مياه البحر في صميم سياساته المائية، حيث يُنتظر تشغيل 17 محطة لتحلية المياه بحلول سنة 2025، بطاقة إجمالية تناهز 320 مليون متر مكعب سنوياً، مع برمجة إنشاء 13 محطة إضافية بحلول عام 2030، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن المائي للمملكة وتلبية الطلب المتزايد.
شبكة طرقية تعيد تشكيل الجغرافيا الوطنية
وفي مجال الطرق، يتجه المغرب نحو تنفيذ خطة طموحة لإعادة تأهيل حوالي 1075 كيلومتراً من الشبكة الطرقية، منها 260 كيلومتراً تضررت جراء الزلازل والفيضانات الأخيرة. كما تسعى الحكومة إلى توسيع شبكة الطرق السريعة بإضافة 1000 كيلومتر جديدة في أفق 2030، باستثمارات تصل إلى 12 مليار درهم.
موانئ استراتيجية لتعزيز الربط القاري والدولي
أما القطاع المينائي، فيشهد بدوره دينامية غير مسبوقة، تقودها مشاريع كبرى على رأسها ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يقترب من مرحلة التشغيل، ويُرتقب أن يُحدث 90 ألف فرصة شغل بحلول 2040. كما يشمل البرنامج التوسعي موانئ استراتيجية مثل ميناء الداخلة الأطلسي، وتوسعة ميناء الجبهة، والمرحلة الثانية من تطوير ميناء آسفي، مما يعزز الربط التجاري مع أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.
أوراش عمومية كبرى تواكب مرحلة الإقلاع
تُواكب هذه الحركية الاستثمارية الكبرى مجموعة من الأوراش العمومية التي تعكس عمق التحول الجاري، من أبرزها:
مشروع المستشفى الجامعي الجديد ابن سينا في الرباط.
تطوير المطار الدولي الرباط-سلا.
مشروع الملعب الكبير بالدار البيضاء، الذي يُعد من بين المرافق التي ستحتضن فعاليات كأس العالم 2030.
بهذا الزخم الاستثماري الهائل، يضع المغرب نفسه على سكة التحديث الشامل، معتمداً على البنية التحتية الحديثة كرافعة أساسية لتحقيق التموقع القاري والدولي، وتعزيز إشعاعه التنموي على الساحة العالمية.
التعاليق (1)
مشاريع. مهمة حبذا لو تزامنت بالتوازي مع قطاع الصحة والتعليم ، الله ايسخر