مع اقتراب 25 يوليوز، يستعد المغاربة لمواجهة واحدة من أكثر فترات السنة حرارة، والمعروفة محلياً باسم “الصمايم”. تمتد هذه المرحلة المناخية القاسية لـ40 يوماً، من 25 يوليوز إلى 3 شتنبر، وتشكل تحدياً حقيقياً للبيئة والصحة العامة، وتؤثر بعمق على الأنشطة اليومية والاقتصادية في مختلف مناطق المملكة، خاصة المناطق الداخلية والجنوبية.
🗓️ ما هي “الصمايم”؟ متى تبدأ وماذا تُمثل؟
“الصمايم” فترة موسمية ترتبط بالموروث المناخي المغربي، وتشمل 36 يوماً من صيف حار جداً و4 أيام من بدايات الخريف. وتُعرف هذه المرحلة بارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تفوق أحياناً 45 درجة مئوية، ما يؤدي إلى تغير نمط الحياة اليومي، خاصة في المدن غير الساحلية مثل فاس، مراكش، الراشيدية، وتارودانت.
تبلغ الحرارة ذروتها في الأسبوعين الأولين، ثم تبدأ في التراجع التدريجي مع اقتراب دخول شهر شتنبر، حيث تنكسر الموجة الحارة تدريجياً مع أولى نسمات الخريف.
🌡️ الخصائص المناخية لفترة “الصمايم”
الظاهرة المناخية | التفاصيل |
---|---|
🔥 حرارة مفرطة | نتيجة تأثر البلاد بكتل هوائية قادمة من الصحراء الكبرى |
💦 رطوبة خانقة | خصوصاً في المناطق الساحلية، مما يزيد الإحساس بالحرارة والتعب |
🌃 ليالٍ حارة | غياب التبريد الليلي الطبيعي يُسبب اضطرابات في النوم |
🌬️ غياب التهوية | خاصة في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية |
☀️ التأثيرات الصحية والاجتماعية: خطر مضاعف للفئات الهشة
فترة “الصمايم” لا تُعد تحدياً مناخياً فحسب، بل تتحول إلى تهديد حقيقي للصحة العامة، خصوصاً لدى المسنين، الأطفال، ومرضى الأمراض المزمنة:
التأثير | التفاصيل |
---|---|
🔺 الإنهاك الحراري | يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم وقد يُسبب الإغماء أو ضربات شمس |
💧 الجفاف | بسبب فقدان الجسم للسوائل جراء التعرق المفرط |
🌡️ تفاقم الأمراض | مثل أمراض القلب والتنفس التي تتأثر سلباً بالحرارة المرتفعة |
🧒 تأثر الأطفال | أجسامهم تتفاعل بسرعة مع الحرارة، ما يجعلهم عرضة لمضاعفات خطيرة |
وزارة الصحة توصي باتباع إرشادات وقائية، أبرزها:
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحاً و5 مساءً
- شرب كميات كافية من الماء
- استخدام مكيفات الهواء أو التهوية الطبيعية
- الراحة في أماكن مظللة
- توعية الأسر والمرافق العامة كالمدارس والمستشفيات
🚜 تأثيرات اقتصادية على الفلاحة والمعيش اليومي
لا تمر “الصمايم” دون أثر على القطاع الفلاحي، إذ تؤدي إلى:
- ارتفاع الطلب على مياه الري في ظل شح الموارد المائية
- انخفاض الإنتاجية في الحبوب والخضروات
- تلف بعض المحاصيل الحساسة مثل الطماطم والخس
- ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية في الأسواق
على مستوى الحياة اليومية، يعمد المواطنون إلى:
- تحويل أنشطتهم إلى ساعات الصباح أو المساء
- الإقبال على منتجات التبريد (ماء مثلج، مشروبات باردة، مكيفات)
- تقليص الأعمال البدنية، خاصة في المهن اليدوية المكشوفة
🌤️ متى تنتهي “الصمايم” فعلياً؟
رغم أن “الصمايم” تنتهي رسميًا في 3 شتنبر، إلا أن التراجع الفعلي للحرارة يبدأ عادة بعد منتصف هذه الفترة، مع ظهور نسائم خفيفة وتسجيل انخفاض طفيف في درجات الحرارة الليلية. وتبدأ ملامح الخريف في التبلور تدريجياً، ما يمنح السكان فسحة من الراحة بعد أسابيع من الإجهاد الحراري.
🧭 “الصمايم” في الذاكرة الشعبية المغربية
في التراث الشعبي، تحضر “الصمايم” بكثافة من خلال أمثال وأقوال متداولة، من قبيل:
“الصمايم ما تبقى غير فالعظم”، في إشارة إلى تأثيرها العميق على الجسم.
وكان الناس قديماً يلجأون إلى العيون الطبيعية والأنهار للتبريد، ويؤجلون الأعمال الشاقة إلى ما بعد الغروب أو إلى ما بعد انقضاء “الصمايم”.
✅ خلاصة: وعي وتأهب لمواجهة صيف أكثر قسوة
“الصمايم” لم تعد مجرد فصل موسمي تقليدي، بل أصبحت بفعل التغيرات المناخية جزءاً من ظواهر الطقس المتطرفة التي تستدعي خططاً وطنية للتأقلم معها، سواء على المستوى الصحي، الفلاحي، أو المدني.
الاستعداد والوعي المجتمعي يمثلان اليوم خط الدفاع الأول لمواجهة هذه الظاهرة المتكررة، التي يُتوقع أن تتفاقم مستقبلاً بفعل الاحتباس الحراري العالمي.
التعاليق (0)