الرئيس الجزائري يُلمّح لإعادة فتح الحدود مع المغرب.. لماذا الآن؟

الملك محمد السادس والرئيس الجزائري مختارات الملك محمد السادس والرئيس الجزائري

في تصريح مفاجئ، ألمح الرئيس الجزائري لإعادة فتح الحدود مع المغرب بعد 4 عقود من الإغلاق. يأتي ذلك وسط جمود العلاقات وتزايد الحديث عن وساطة سعودية. تبون صرح أن الإغلاق لم يكن بسبب قضية الصحراء، ما قد يفتح بابًا للتفاهم. المراقبون يرون في التصريح رسالة مزدوجة: تهيئة الرأي العام وإشارة للدول العربية. السيناريوهات المحتملة تشمل استئناف الحوار أو مجرد مناورة سياسية. التصريح يمثل تحولًا في الخطاب الرسمي، لكن يبقى السؤال: هل هي بداية انفراج أم مجرد تحرك محسوب؟

في تصريح جديد ومفاجئ، كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن تلقيه طلبات من “جهات شقيقة” تدعو إلى إعادة فتح الحدود بين الجزائر والمغرب بعد أكثر من أربعة عقود من الإغلاق.

وجاء هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الجزائرية جمودًا واضحًا، وسط أنباء عن وساطة سعودية يقودها ولي العهد محمد بن سلمان لإعادة الدفء بين الجارين.

وقال تبون، في خطاب ألقاه أمام ضباط الجيش الجزائري، إن “الحدود لم تُغلق بسبب قضية الصحراء، بل لأسباب أخرى”، موضحًا أن هذه الحدود “بقيت مغلقة لأكثر من 45 سنة رغم مرور أكثر من ستة عقود على الاستقلال”.

وساطة سعودية في الأفق؟

تصريحات تبون جاءت بعد أيام قليلة من تداول تقارير إعلامية حول وساطة سعودية محتملة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عبر رسائل وُجّهت لكل من الرئيس الجزائري والملك محمد السادس، في مسعى لتقريب وجهات النظر وتهيئة الأجواء لطي صفحة الخلافات.

خلفية الأزمة

تعود قصة إغلاق الحدود بين البلدين إلى سنة 1994، عقب حادثة مراكش التي دفعت المغرب إلى فرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين، وهو ما ردت عليه الجزائر بإغلاق الحدود البرية. ومنذ ذلك التاريخ، لم تُفتح المعابر بين الجانبين رغم محاولات متقطعة.

وفي عام 2021، أعلنت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، متهمة الرباط بـ”أعمال عدائية” لم تثبتها لحدود اليوم، ما زاد من عمق الأزمة وأبعد فرص المصالحة.

ماذا يعني تصريح الرئيس الجزائري في هذا التوقيت؟

يُقرأ تصريح تبون الجديد في سياق إقليمي ودولي متغير، خصوصًا مع التحضيرات الجارية لتنظيم المغرب كأس إفريقيا للأمم 2025، وما يرافق ذلك من انفتاح دبلوماسي متزايد تشهده المنطقة المغاربية.

ويرى مراقبون أن كلام تبون يحمل رسالة مزدوجة: من جهة، محاولة لتهيئة الرأي العام الداخلي لأي تحول محتمل في العلاقات مع المغرب، ومن جهة أخرى، إشارة سياسية موجهة إلى العواصم العربية التي تضغط نحو مصالحة مغاربية تعيد التوازن إلى المنطقة.

كما أن تأكيد الرئيس الجزائري على أن “الحدود لم تُغلق بسبب قضية الصحراء” قد يعكس رغبة ضمنية في فصل الملفات العالقة وفتح باب جديد للتفاهم، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية الإقليمية وتحديات الطاقة والأمن في الساحل.

السيناريوهات المحتملة بعد تصريح تبون

يرى محللون أن تصريحات الرئيس الجزائري قد تمهد لمرحلة جديدة من التهدئة، خصوصًا إذا تواصلت المساعي العربية، وعلى رأسها السعودية، لتقريب وجهات النظر بين البلدين.

ومن السيناريوهات الممكنة، استئناف الحوار غير المباشر بين الرباط والجزائر عبر قنوات دبلوماسية أو استخباراتية، تمهيدًا لخطوات رمزية مثل فتح الأجواء أو تسهيل التنقلات الإنسانية.

في المقابل، لا يُستبعد أن يكون الخطاب موجهًا للاستهلاك الداخلي أو لاعتبارات سياسية إقليمية، دون نية فورية لتغيير الوضع القائم.

لكن المؤكد أن مجرد حديث تبون عن ملف الحدود، بعد صمت طويل، يمثل تحولًا في نبرة الخطاب الرسمي الجزائري، وربما مؤشرًا أوليًا على بداية تحريك الملف المغلق منذ عقود.

بين الحذر والأمل

ورغم أن التصريحات الأخيرة لا تعني بالضرورة تغيرًا فوريًا في الموقف الجزائري الرسمي، إلا أنها تشير إلى تحريك المياه الراكدة في واحدة من أعقد العلاقات الثنائية في شمال إفريقيا.
ويبقى السؤال المطروح: هل نحن أمام مقدمة لانفراج دبلوماسي فعلي بين الرباط والجزائر، أم مجرد مناورة سياسية محسوبة في توقيت حساس؟


📰 تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (1)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
  1. زائر -

    الجزائر بلد.الاخطار.ليس.لنا.حاجة.بهم.