مغاربة يشتكون من “سوء معاملة” في مطار قرطاج.. كيف سيؤثر ذلك على سمعة السياحة في تونس؟

مغاربة يشتكون من “سوء معاملة” في مطار قرطاج سلطة ومجتمع مغاربة يشتكون من “سوء معاملة” في مطار قرطاج

في حادثة أثارت استياءً واسعًا، اشتكى عدد من السياح المغاربة من ممارسات وصفوها بـ“المهينة” خلال محاولتهم دخول الأراضي التونسية عبر مطار قرطاج الدولي. هؤلاء السياح أكدوا أنهم استوفوا كل الشروط القانونية، لكنهم واجهوا عراقيل غير مفهومة وصلت حدّ الترحيل، ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية وراء هذه المعاملة، ومدى تأثيرها على سمعة السياحة التونسية التي تعاني أصلاً من تحديات متعددة.

شهادات تثير الجدل في الأوساط المغاربية

وفق روايات متطابقة نقلتها مصادر جمعوية مغربية مقيمة في تونس، فإن حالات المنع والترحيل تكررت خلال الأسابيع الأخيرة دون تقديم مبررات واضحة من قبل السلطات التونسية وخاصة من مطار قرطاج.

وأشار المصدر إلى أن “الأمر لم يعد يتعلق بحالات معزولة، بل بات نمطًا مقلقًا يستهدف فئة محددة من الزوار المغاربة”، ما جعل الكثيرين يتحدثون عن “توتر غير معلن” بين الشعبين الشقيقين على المستوى الشعبي والسياحي.

خلفية دبلوماسية محتملة؟

يربط مراقبون هذه التطورات بتداعيات سياسية غير مباشرة بين البلدين، خاصة بعد أن فرضت المملكة المغربية شرط الحصول على تصريح سفر إلكتروني لمواطني عدد من الدول الإفريقية، من بينها تونس، في إطار التحضيرات لتنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025.

ويرى البعض أن هذا القرار ربما فُسّر في تونس على أنه تقييد للسفر، ما قد يكون سببًا في ردود فعل من بعض الأجهزة الإدارية التونسية، ولو بطريقة غير رسمية.

السياحة التونسية على المحك

تونس التي تعتمد بشكل كبير على القطاع السياحي، تجد نفسها اليوم أمام تحدٍ جديد يهدد صورتها كوجهة “مضيافة ومنفتحة”.
ففي زمن وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن لأي تجربة سلبية أن تنتشر بسرعة وتؤثر على قرارات آلاف المسافرين المحتملين.
ويحذر خبراء من أن استمرار مثل هذه الوقائع “قد ينعكس سلبًا على مؤشرات الثقة” في الوجهة التونسية، خصوصًا في الأسواق المغاربية التي كانت دائمًا من أهم مصادر الزوار.

دعوات للتحقيق وإعادة الثقة

في المقابل، دعا نشطاء جمعويون في تونس والمغرب إلى فتح تحقيق عاجل لتوضيح ملابسات ما حدث، مؤكدين أن “الشعبين المغربي والتونسي تجمعهما علاقات تاريخية وأخوية يجب أن تُصان بعيدًا عن أي توترات ظرفية”.

كما طالبوا وزارتي السياحة والخارجية في البلدين باتخاذ إجراءات تضمن عدم تكرار مثل هذه الحالات التي قد تُستغل سياسيًا أو إعلاميًا ضد مصالح الشعبين.

الزاوية الخامسة: دروس مستخلصة

هذه الحوادث، رغم سلبيتها، يمكن أن تكون فرصة لمراجعة آليات التعاون القنصلي وتبادل المعلومات بين البلدين، ووضع بروتوكولات واضحة لاحترام حقوق المسافرين.

فالمغاربة، مثل غيرهم من السياح، يسهمون في تنشيط الاقتصاد المحلي، وأي تضييق عليهم لا يضر إلا بصورة الوجهة التونسية نفسها.

وسواء كانت هذه الوقائع نتيجة “سوء فهم إداري” أو ممارسات فردية، فإنها تستوجب معالجة عاجلة وشفافة. فالسياحة ليست مجرد تنقل أشخاص، بل هي جسر ثقافي وإنساني بين الشعوب.

إن الحفاظ على صورة تونس كبلد مضياف مسؤولية مشتركة، ويُنتظر من السلطات التونسية أن تبادر بخطوات تهدئ المخاوف وتعيد الثقة للسياح المغاربة والعرب عمومًا.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً