“المعجزة” التي عجزت الأمم المتحدة عن فهمها: دولة واحدة بعلمين.. ونسختين من كل شيء!

الأمم المتحدة عاجزة عن فهم ما تقوم به الجزائر والبوليسارو آراء الأمم المتحدة عاجزة عن فهم ما تقوم به الجزائر والبوليسارو

للكاتب: محمد واموسي

في ظاهرة فريدة لم يشهد لها التاريخ الدبلوماسي مثيلاً، تُرسم على المسرح السياسي الدولي فصول “مسرحية” غريبة الأطوار، حيث تتجسد المعجزة الدبلوماسية الوحيدة التي حيرت الأمم المتحدة والعالم. المشهد محوره دولة واحدة، يبدو أنها قررت مضاعفة نفسها بطريقة أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع.

  • دولة واحدة بعلمين، برئيسين، وحكومتين، ووزيري خارجية… والأغرب من ذلك، أنهما يتناوبان على ترديد التصريحات ذاتها حرفياً!

الوزير ومرآته: نسخة طبق الأصل بتفاصيل سخيفة

تخيل المشهد: وزير يستقبل “مرآته”، يمد يده لمصافحة شبيهه، ويتبادلان التصريحات المنسوخة دون أدنى تغيير في المضمون. الاختلاف الوحيد قد يكون مجرد تفصيل مضحك: بين من يكتفي بابتسامة خافتة، ومن ينخرط في الدعاية لشركة “Colgate” بابتسامة واسعة ومبالغ فيها!

هذا ليس مشهداً من فيلم ساخر، بل هو الواقع الذي نتابعه يومياً. تصريح “الوزير الأول” هو نسخة مطابقة لتصريح “الوزير الثاني” حرفياً.

  • في الصباح: نسمع التصريحات النارية من “وزير الخارجية الثاني” من تندوف.
  • وفي المساء: يردّدها “وزير الخارجية الأول” من الجزائر، بنفس المفردات، وبنفس النغمة، مع تغيير طفيف في الديكور المحيط به.

العالم يراقب العرض: من هو الأصل ومن هو “تايوان”؟

أحياناً، يبلغ المشهد ذروة الإثارة عندما يلتقي الوزيران وجهاً لوجه، كما في صورة اليوم. يقف كل منهما أمام الآخر، يصافحه، ويحاول جاهداً أن يبدو مختلفاً، لكن الجمهور يدرك الحقيقة بوضوح: هما نسخة من بعضهما البعض، مع فرق طفيف قد لا يتعدى حركات اليد أو ميلان الرأس.

المثير للسخرية حقاً، أن العالم بأسره يراقب هذا العرض السياسي بذهول. الجميع يحاول فك لغز هذه المعادلة: من هو الوزير الحقيقي؟ ومن هو الوزير النسخة أو “الظل”؟ بينما هما، بكل برود دبلوماسي، يستمران في تلاوة نفس النص المكرر، وتنفيذ نفس السيناريو القديم.

الجمهور مذهول… والصحافة الأجنبية أيضاً عاجزة عن التمييز.

  • صِحافيٌ و إعلاميٌ مغربي

التعاليق (0)

اترك تعليقاً