تراجع أسعار النفط عالميا.. فلماذا لا تنخفض أسعار المحروقات في المغرب؟

أسعار النفط تنخفض اقتصاد أسعار النفط تنخفض

شهدت أسعار النفط العالمية انخفاضًا ملحوظًا (07 نوفمبر 2025) بسبب مخاوف من فائض في المعروض وضعف الطلب. ورغم ذلك، لا تنخفض أسعار المحروقات في المغرب بنفس السرعة. يرجع ذلك إلى الاستيراد المسبق، تكاليف النقل والضرائب. يتوقع المحللون تقلبات في الأسعار بسبب عوامل اقتصادية وقرارات "أوبك+".

سجلت أسعار النفط انخفاضاً ملحوظاً في تعاملات اليوم الجمعة 07 نوفمبر 2025، وسط تزايد المخاوف من فائض في المعروض العالمي وضعف الطلب في الولايات المتحدة، ما أثر سلباً على توقعات المستثمرين في أسواق الطاقة.

فقد تراجعت العقود الآجلة لخام “برنت” بمقدار 38 سنتاً، أي بنسبة 0.6 في المائة، لتستقر عند 63.14 دولاراً للبرميل، في حين انخفض خام “غرب تكساس الوسيط” الأمريكي بنسبة 0.8 في المائة، أي ما يعادل 47 سنتاً، ليستقر عند 59.13 دولاراً للبرميل.

ويأتي هذا التراجع في ظل تركيز المستثمرين على تقييم المؤشرات الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها المحتمل على الطلب العالمي للطاقة، خاصة في ظل استمرار الضغوط التضخمية وارتفاع أسعار الفائدة، ما يجعل السوق في حالة ترقب حذر.

“توني سيكامور”، المحلل لدى آي جي ماركتس، قال “إن انخفاض أسعار النفط مدفوع بزيادة مفاجئة في مخزونات النفط الأميركية بلغت 5.2 مليون برميل، وهو ما أثار مخاوف من زيادة المعروض”.

وأضاف أن “هذا الأمر تضاعف بسبب تدفقات تجنّب المخاطرة، ما عزز الدولار والإغلاق الحكومي الأميركي المستمر، الذي لا يزال يلقي بظلاله على النشاط الاقتصادي”.

المحروقات بالمغرب وتراجع أسعار النفط

لكن في المقابل، لا تنعكس هذه الانخفاضات العالمية سريعاً على أسعار المحروقات في المغرب، التي تظل مرتفعة نسبياً بالمقارنة مع التطورات في السوق الدولية.

ويرجع ذلك، وفق خبراء في القطاع، إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • اعتماد المغرب على الاستيراد المسبق للمحروقات بأسعار تم تحديدها قبل فترة من التراجع الحالي.
  • وجود تكاليف نقل وتخزين وتوزيع تظل ثابتة نسبياً رغم تراجع السعر الخام.
  • بالإضافة إلى الضرائب والرسوم المفروضة على كل لتر من البنزين أو الغازوال، والتي تمثل نسبة مهمة من السعر النهائي للمستهلك.

ويؤكد متابعون أن انعكاس تراجع أسعار النفط العالمية على السوق المغربية يتطلب عادة عدة أسابيع، إلى أن يتم استيراد شحنات جديدة بأسعار أقل، وهو ما يجعل المستهلك المغربي لا يلمس الانخفاض فوراً رغم تراجع الأسعار في الأسواق الدولية.

توقعات المحللين

يتوقع عدد من المحللين الدوليين أن تظل أسعار النفط متقلبة خلال الأسابيع المقبلة، نتيجة التوازن الهش بين مخاوف ضعف الطلب العالمي وزيادة الإنتاج في بعض الدول الكبرى. كما أن قرارات منظمة “أوبك+” المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الأسعار، خاصة إذا تم الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية أو زيادتها.

وفي جميع الأحوال، يرى الخبراء أن استمرار الضبابية الاقتصادية وارتفاع معدلات الفائدة في الاقتصادات الكبرى قد يدفع بأسعار النفط إلى البقاء ضمن نطاق يتراوح بين 60 و70 دولاراً للبرميل في المدى القريب.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً