سجّلت أسعار الذهب، صباح اليوم الجمعة 19 دجنبر الجاري، تراجعًا محدودًا في التعاملات الآسيوية، في حركة تعكس تفاعل الأسواق مع معطيات اقتصادية أمريكية جديدة، أبرزها تباطؤ التضخم وقوة الدولار.
ورغم هذا الانخفاض، لا يزال المعدن النفيس يحافظ على مستويات تاريخية مرتفعة، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ما يحدث مجرد تصحيح طبيعي أم بداية تحول أعمق في المسار السعري.
تراجع أسعار الذهب عالميًا وسط قوة الدولار
انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليستقر عند 4319.07 دولارًا للأوقية، فيما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.4% إلى 4346.70 دولارًا.
هذا التراجع جاء مباشرة بعد صدور بيانات أمريكية أظهرت تضخمًا أقل من التوقعات، ما عزز من قوة الدولار، وجعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين على المدى القصير، خاصة أولئك الذين يتحركون وفق العوائد السريعة.
الفضة تلتقط الأنفاس بعد قفزة تاريخية
الفضة بدورها لم تكن بمنأى عن التراجع، إذ انخفضت بنسبة 1% إلى 64.79 دولارًا للأوقية، بعد أن لامست أعلى مستوى تاريخي لها عند 66.88 دولارًا في وقت سابق من الأسبوع.
ورغم هذا الانخفاض، تبقى الأرقام السنوية لافتة:
- ارتفاع الفضة منذ بداية السنة: +125%
- ارتفاع الذهب خلال نفس الفترة: +65%
وهو ما يعكس تحولًا جزئيًا في شهية المستثمرين نحو الفضة كبديل استثماري ذي مخاطرة أعلى وربحية أكبر.
أداء متفاوت لباقي المعادن النفيسة
- البلاتين: ارتفع بنسبة 0.5% إلى 1924.59 دولارًا، بعد بلوغه أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عامًا.
- البلاديوم: تراجع بنسبة 1.1% إلى 1677.68 دولارًا، عقب تسجيله أعلى مستوى له في نحو ثلاث سنوات.
أسعار الذهب اليوم في المغرب (الجمعة 19 دجنبر 2025)
رغم التراجع العالمي، حافظت أسعار الذهب في السوق المغربية على مستويات مرتفعة نسبيًا، مع انخفاض طفيف مقارنة بيوم أمس.
| وحدة الذهب | السعر بالدرهم المغربي |
|---|---|
| أونصة الذهب | 39,637.17 درهم |
| جرام عيار 24 | 1,274.51 درهم |
| جرام عيار 22 | 1,167.45 درهم |
| جرام عيار 21 | 1,115.19 درهم |
| جرام عيار 18 | 955.88 درهم |
مقارنة زمنية:
- انخفاض يومي: -38.12 درهم للأونصة (-0.1%)
- ارتفاع سنوي: +52.45%
- خلال 5 سنوات: +137.4%
- خلال 10 سنوات: تضاعفت الأسعار قرابة 3 مرات
💬 تحليل السوق: قراءة هادئة بعيدًا عن الضجيج
ما يحدث في سوق الذهب اليوم لا يمكن اعتباره انقلابًا في الاتجاه، بل أقرب إلى تصحيح تقني طبيعي بعد موجة صعود قوية. قوة الدولار وهدوء بيانات التضخم الأمريكية خفّفا مؤقتًا من الطلب الاستثماري، لكن العوامل الهيكلية الداعمة للذهب ما تزال قائمة.
الطلب على الذهب كـملاذ آمن لم يتراجع فعليًا، خاصة في ظل:
- استمرار التوترات الجيوسياسية.
- المخاوف المرتبطة بالديون العالمية.
- عدم اليقين بشأن المسار المستقبلي للسياسات النقدية.
بمعنى آخر، الذهب قد يتراجع على المدى القصير، لكنه لا يفقد مكانته الاستراتيجية في محافظ المستثمرين، خصوصًا في الأسواق الناشئة مثل المغرب، حيث يُنظر إليه ليس فقط كأداة استثمار، بل كوعاء للقيمة وحماية للمدخرات.
تراجع أسعار الذهب اليوم لا يعكس ضعفًا بقدر ما يعكس إعادة توازن بعد صعود قوي. السوق لا يزال متماسكًا، والذهب يحتفظ بدوره المحوري في المشهد المالي العالمي، مع ترقب المستثمرين لأي إشارات جديدة من الاقتصاد الأمريكي قد تعيد إشعال موجة الصعود من جديد.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)