عشية صافرة انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، لم يكن منتخب جزر القمر وحيدًا في محطة تاريخية وصعبة أمام البلد المنظم المغرب. فبعيدًا عن الحسابات التقنية والجاهزية البدنية، اختار رئيس جمهورية جزر القمر، أزالي أسوماني، أن يبعث برسالة قوية من قلب الحدث: الدولة تقف خلف منتخبها حتى آخر لحظة.
زيارة غير بروتوكولية… وحضور بدلالات واضحة
رئيس جزر القمر حلّ، أمس السبت، بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، حيث كان المنتخب القمري يُجري آخر استعداداته قبل مباراة الافتتاح. لم تكن الزيارة رسمية بقدر ما كانت إنسانية ورمزية؛ الرئيس حضر مرتديًا قميص المنتخب، وتحدث مباشرة مع اللاعبين والطاقم التقني، وتبادل معهم كلمات الدعم والتحفيز، قبل أن يلتقط صورًا تذكارية تعكس حجم الالتفاف الرسمي حول المجموعة.
رسالة ثقة قبل اختبار صعب
في تصريح مقتضب، شدد الرئيس أسوماني على أن حضوره يهدف أساسًا إلى رفع المعنويات، مؤكدا أن اللاعبين أبانوا عن حماس كبير ورغبة حقيقية في تحقيق نتيجة إيجابية، رغم إدراكهم لصعوبة المواجهة أمام منتخب مغربي قوي ومدعوم بجماهيره.
كما عبّر عن أمله في أن تمر مباراة الافتتاح في أجواء تنظيمية ورياضية مثالية، بما يليق بحجم التظاهرة القارية.
إشادة بالمغرب… وتمنيات أبعد من “الكان”
الزيارة لم تخلُ من رسائل دبلوماسية ناعمة، حيث عبّر رئيس جزر القمر عن شكره للمملكة المغربية على جودة الاستقبال وحسن التنظيم، مشيدًا بالظروف التي وُفّرت لمنتخب بلاده منذ وصوله إلى المغرب.
ولم يتوقف عند “كان 2025”، بل تمنى التوفيق للمغرب أيضًا في تحدي تنظيم كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، في إشارة إلى الثقة الإفريقية في قدرة المملكة على احتضان أكبر التظاهرات العالمية.
اللاعبون: دعم الرئيس رفع سقف الطموح
من جانبهم، لم يُخفِ لاعبو جزر القمر الأثر الإيجابي الكبير لهذه الزيارة. المهاجم الفاردو محمد اعتبر أن حضور رئيس الدولة شخصيًا يحمل دلالة قوية، ويؤكد أن المنتخب لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل شعبًا كاملًا.
وأضاف أن الاستعدادات سارت في ظروف جيدة، وأن الفريق سيخوض مباراة الافتتاح بعزيمة كبيرة، واضعًا نصب عينيه تحقيق مشاركة مشرفة وربما مفاجِئة.
مباراة الافتتاح… اختبار أول ورسائل مبكرة
يُذكر أن المباراة الافتتاحية للنسخة الـ35 من كأس الأمم الإفريقية ستُجرى مساء اليوم الأحد 21 دجنبر الجاري، على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، انطلاقًا من الساعة الثامنة ليلاً، في مواجهة تحمل طابعًا رياضيًا، لكنها مشحونة أيضًا برسائل رمزية ومعنوية لكلا المنتخبين.
قد لا تغيّر زيارة رئيس الدولة موازين القوى فوق المستطيل الأخضر، لكنها دون شك تضيف شحنة معنوية استثنائية، وتؤكد أن كرة القدم الإفريقية لم تعد مجرد لعبة، بل منصة تعكس تلاحم السياسة، والهوية، والطموح الوطني.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)