في مؤشر إيجابي يعكس الأثر المباشر للتساقطات المطرية الأخيرة التي عمت مختلف ربوع المملكة، سجلت المنظومة المائية المغربية انتعاشة ملموسة في حقينات السدود، حيث ارتفعت النسبة الإجمالية للملء لتستقر في حدود 33.6% حتى تاريخ اليوم الاثنين 22 دجنبر الجاري، وفق وزارة التجهيز والماء.
وتأتي هذه الحصيلة لتؤكد تحولاً تدريجياً في الوضعية الهيدرولوجية، بعد فترة من الترقب التي طبعت تدبير الموارد المائية في الآونة الأخيرة.
طفرة مائية في أحواض الشمال
وتصدرت منطقة الشمال المشهد المائي الوطني، حيث أعلنت السلطات المختصة عن وصول سد “شفشاون” إلى طاقته الاستيعابية القصوى بنسبة ملء بلغت 100%، وهي النسبة ذاتها التي سجلها سد “النخلة”. وقد ساهمت هذه الوفرة في تعزيز الرصيد الإجمالي لحوض “اللوكوس” الذي اقترب من عتبة النصف بنسبة 49.4%، مما يمنح استقراراً استراتيجياً في تزويد الساكنة بالماء الشروب وتلبية احتياجات المدارات السقوية بالمنطقة.
وعلى مستوى حوض “أبي رقراق”، كشفت البيانات المحينة عن وضعية مريحة للغاية، حيث سجل الحوض نسبة ملء ناهزت 75.4% بمخزون يفوق 816 مليون متر مكعب، وهو ما يضمن تأمين الحاجيات المائية لواحد من أكثر المحاور الحضرية كثافة في المملكة (محور الرباط-البيضاء). وفي سياق متصل، أظهر حوض “سبو” أداءً متميزاً بنسبة ملء بلغت 41.6%، مدفوعاً بالحمولة المهمة لسد “الوحدة”، أكبر سدود المملكة، الذي يختزن وحده أزيد من مليار ونصف مليار متر مكعب.
دينامية التجدد في الأحواض الجنوبية والوسطى
وبالانتقال إلى المناطق الوسطى والجنوبية، أظهرت الأرقام بداية تعافٍ تدريجي في أحواض كانت تعاني ضغوطاً مائية حادة؛ حيث سجل حوض “تاسيفت” نسبة 48%، بينما استقر حوض “كير-زيز-غريس” عند 55.4%. وبالرغم من أن نسب الملء في حوضي “سوس ماسة” و”درعة واد نون” لا تزال دون المعدل الوطني، إلا أنها بدأت في رصد تدفقات مائية رفعت مخزونها إلى حدود 20% و28.5% توالياً، مما يؤسس لمرحلة من التخفيف من حدة الإجهاد المائي بهذه المناطق.
أرقام حقينة السدود المغربية بالصور:









- مصدر الصور: موقع الما ديالنا
إن بلوغ الحصيلة الوطنية الإجمالية لـ 5637 مليون متر مكعب في هذا الوقت من السنة، يعد إنجازاً هيدرولوجياً يقلص الفجوة المائية التي خلفتها سنوات الجفاف المتوالية.
وبالرغم من هذه المؤشرات التي تبعث على الارتياح، فإن تدبير المرحلة القادمة يفرض استمرار اليقظة في استهلاك هذا الرصيد الاستراتيجي. ويظل التحدي القائم هو الموازنة بين تثمين هذه الوفرة المائية وتكريس ثقافة الترشيد، في انتظار ما ستجود به تقلبات المناخ خلال الشهور المتبقية من الموسم المطري.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)