قبل المواجهة المنتظرة بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره المالي، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا 2025، خرج مدرب منتخب مالي، البلجيكي توم سانتفيت، بتصريحات لافتة حملت أكثر من رسالة، وفتحت باب التأويل حول نواياه الحقيقية في هذه المباراة الحاسمة.
فرغم إشادته الواضحة بقوة “أسود الأطلس”، لم يُخفِ سانتفيت أن التعادل يظل هدفًا واقعيًا بالنسبة له، في تصريح يعكس مقاربة تكتيكية محسوبة أكثر مما هو مجرد حديث إعلامي عابر.
إشادة محسوبة بقوة المنتخب المغربي
مدرب مالي لم يتردد في الاعتراف بجودة المنتخب المغربي، مشيدًا خصوصًا بانضباطه الدفاعي خلال المباراة الأولى أمام جزر القمر. هذه الإشادة لا تبدو مجاملة دبلوماسية بقدر ما هي قراءة دقيقة لفريق يُجيد التحكم في نسق المباريات، ويعرف كيف يغلق المساحات ويُدير اللقاء بذكاء.
لكن اللافت في كلام سانتفيت أنه لم يتوقف عند هذا الحد، بل سارع إلى التأكيد بأن “ما يقدمه المغرب لا يشبه أسلوب لعبنا”، وهي عبارة تحمل في طياتها محاولة واضحة لنقل الضغط إلى الطرف الآخر، والتلميح إلى اختلاف فلسفة اللعب بين المنتخبين.
التعادل كهدف… ورسالة تكتيكية واضحة
حين يُصرّ مدرب على أن التعادل يظل هدفًا، رغم حديثه عن أسلوب مختلف وثقة في لاعبيه، فذلك يكشف عن واقعية مفرطة أكثر مما يعكس طموحًا هجوميًا. سانتفيت يدرك جيدًا صعوبة مواجهة المنتخب المغربي على أرضه وأمام جماهيره، وفي توقيت يبحث فيه “الأسود” عن حسم التأهل مبكرًا.
من هذا المنطلق، يبدو أن منتخب مالي سيدخل المباراة بحذر كبير، مع التركيز على التنظيم الدفاعي والانتقال السريع، ومحاولة استغلال أي هفوة بدل المجازفة بلعب مفتوح قد يكون مكلفًا.
مباراة مفصلية في حسابات التأهل
المواجهة المرتقبة، التي ستُجرى يوم الجمعة 26 دجنبر الجاري على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، تكتسي أهمية خاصة، بالنظر إلى قوة المنتخبين وتقارب حظوظهما في التأهل إلى الدور المقبل.
المنتخب المغربي يدخل اللقاء بثقة، لكنه في الوقت نفسه مطالب بالحذر أمام خصم يُجيد اللعب تحت الضغط ويُتقن الحسابات الصغيرة. أما مالي، فستراهن على الخروج بأقل الأضرار، في انتظار ما ستسفر عنه بقية مباريات المجموعة.
موعد المباراة والقنوات الناقلة
ستنطلق المباراة على الساعة التاسعة مساءً (21:00) بتوقيت المغرب، وستُنقل مباشرة على قناتي الرياضية TNT و MAX 1 701 beIN Sports، ما يمنح الجماهير فرصة متابعة قمة إفريقية واعدة، عنوانها الصراع التكتيكي بقدر ما هو صراع بدني وفني.
تصريحات توم سانتفيت لا يمكن قراءتها بمعزل عن سياق المباراة وظروفها. فهي تعكس مدربًا يُدرك حجم التحدي أمام منتخب مغربي منظم وقوي، ويُفضل الواقعية على المغامرة. ويبقى الميدان وحده كفيلًا بالكشف عمّا إذا كان التعادل سيظل مجرد هدف نظري، أم نتيجة سيقاتل منتخب مالي من أجلها حتى آخر دقيقة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)