لم يعد الحديث عن أسعار الذهب والفضة اليوم مجرد رصد لتقلبات يومية، بل هو قراءة في تحول هيكلي تشهده الأسواق العالمية والمحلية.
ومع تسجيل المعدن الأصفر لمستوى تاريخي جديد عند 4530 دولاراً للأوقية، وقفزة الفضة الاستثنائية التي بلغت 158% منذ مطلع العام، أصبحنا أمام واقع مالي يفرض أدوات تفكير جديدة تتجاوز مجرد “الادخار التقليدي”.
الذهب والفضة.. صراع القيمة والاستدامة
اللافت في أداء عام 2025 هو التباين بين المعدنين؛ فالذهب صعد بنسبة 72% مدفوعاً بـ “التحوط” من السياسات النقدية والبحث عن بدائل للدولار من قبل البنوك المركزية. أما الفضة، فقد فجرت مفاجأة حقيقية بدخولها القائمة الأمريكية للمعادن الحرجة، مما حولها من معدن للمضاربة إلى ركيزة صناعية، وهو ما يفسر اختراقها حاجز 75 دولاراً لأول مرة في تاريخها.
قراءة في السوق المغربي: أين تتجه البوصلة؟
في المغرب، يعكس بلوغ سعر الأونصة 41,183 درهماً حجم الضغط التضخمي العالمي الذي انتقل للسوق المحلي.
فوصول غرام المعدن الأصفر (عيار 21) إلى 1,158 درهماً و(عيار 24) إلى 1,324 درهماً، يضع المستهلك المغربي أمام واقع جديد: الذهب الذي كان يُشترى للزينة أصبح اليوم أصلاً رأسمالياً ثقيلاً.
الإحصائيات تؤكد أن المعدن في المغرب تضاعف سعره بنحو ثلاث مرات خلال العقد الماضي، مما يجعله الأداة الأكثر صموداً في وجه تآكل القدرة الشرائية.
وفيما يلي تفصيل لآخر تحديثات الأسعار في الأسواق المغربية (الجمعة 26 ديسمبر 2025):
| نوع المعدن / العيار | السعر بالدرهم المغربي (MAD) | السعر بالدولار الأمريكي ($) |
| أونصة الذهب | 41,183.80 | 4,513.11 |
| جرام الذهب عيار 24 | 1,324.24 | 145.12 |
| جرام الذهب عيار 21 | 1,158.71 | 126.98 |
| جرام الذهب عيار 18 | 993.18 | 108.84 |
| أونصة الفضة (اليوم) | 678.50 | 74.35 |
كيف تتعامل مع هذه المستويات السعرية؟
في ظل هذه القمم السعرية، يتطلب التحديث في السلوك الاستثماري اتباع خطوات عقلانية:
- تجنب الشراء الاندفاعي: الارتفاع الحاد غالباً ما يتبعه هدوء نسبي؛ لذا فإن الشراء المتدرج هو الاستراتيجية الأمثل حالياً لتجنب الدخول بكامل السيولة في “القمة”.
- الفضة كبديل استراتيجي: نظراً لنموها المتسارع وتكلفتها الأقل مقارنة بالذهب، بدأت الفضة تجذب فئة جديدة من المستثمرين الشباب في المغرب كبديل ادخاري طويل الأمد.
- البيع لغرض التدوير: لمن يمتلكون مخزوناً قديماً، تمثل هذه الأسعار فرصة “تاريخية” لجني الأرباح أو إعادة استثمار السيولة في أصول إنتاجية أخرى، خاصة وأن العائد على المعدن الأصفر خلال 5 سنوات وصل لـ 145%.
وكخلاصة نحن نعيش مرحلة إعادة تقييم شاملة للأصول. الذهب والفضة ليسا مجرد ملاذات، بل هما مرآة لتعافي اقتصادي يبحث عن الاستقرار بعيداً عن تذبذب العملات الورقية. البقاء في الجانب الآمن يتطلب مراقبة ذكية للأسعار، والابتعاد عن العاطفة في قرارات البيع والشراء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)