رشيد بن محمود تحت المجهر.. هل يظلم الجمهور “رجل الظل” في طاقم الركراكي؟

رشيد بن محمود ووليد الركراكي رياضة رشيد بن محمود ووليد الركراكي

منذ صافرة نهاية مباراة المغرب ومالي بالتعادل، لم تتوقف منصات التواصل الاجتماعي عن ضخ سيل من الانتقادات الموجهة للطاقم التقني للمنتخب المغربي. وبينما ينصب التركيز عادة على وليد الركراكي، وُجد مساعده رشيد بن محمود نفسه وسط عاصفة من التساؤلات حول دوره الحقيقي، وجدوى استمراره كذراع أيمن في رحلة البحث عن التاج الإفريقي 2025.

بين الألقاب و”كاريزما” الكاميرا

يدافع أنصار رشيد بن محمود عنه بشراسة، مذكرين بأن الرجل ليس غريباً عن منصات التتويج؛ فهو لاعب دولي سابق، ومساعد مدرب يمتلك سيرته الذاتية ألقاباً وازنة أبرزها دوري أبطال أفريقيا ولقب “الشان”. يرى هؤلاء أن الانتقاد الموجه له بكونه “هادئاً” على الدكة هو انتقاد غير منصف؛ فالمساعد ليس مطالبًا بـ “الاستعراض” أمام الكاميرات، بل إن قوته تكمن في كونه “خاتر كورة” وقريب جداً من كواليس اللاعبين وغرف الملابس.

صلاحيات المساعد.. أين تبدأ وأين تنتهي؟

تكمن القيمة الحقيقية لهذا النقاش في فهم “مساحة التدخل”. تكتيكياً، المساعد موجود لمساعدة المدير الفني على تطبيق قناعات المدرب نفسه وليس لفرض أفكار مغايرة. بن محمود يعتبر صلة وصل حيوية، لكن في نهاية المطاف، قرار التغيير وتعديل النهج التكتيكي يبقى مسؤولية وليد الركراكي الأولى والأخيرة، ولا يمكن للمساعد تجاوزه.

وجهة النظر الأخرى: هل يعاني المنتخب من “جمود تكتيكي”؟

في المقابل، يطرح المعارضون نقاطاً تقنية لا يمكن تجاهلها، حيث يتساءلون عن التطور الملموس منذ “كان” كوت ديفوار، وتتركز انتقاداتهم على:

  • الكرات الثابتة: غياب استراتيجية واضحة وتنفيذ يوصف أحياناً بـ “العشوائي”، وهو ملف تقني يُسند عادة للمساعدين في الطواقم العالمية.
  • القراءة الاستباقية: اتهام الطاقم بالبطء في رصد نقاط ضعف الخصم أثناء سير المباراة، كما حدث في مواجهة مالي الأخيرة.
  • تطوير الأداء: تساؤلات حول دور المحللين المساعدين (Video Analysts) ومدى قدرتهم على مد الركراكي بمعطيات تكسر خطط الخصوم المتكتلة.

هل يحتاج طاقم الأسود إلى “دماء جديدة”؟

يرى منتقدون أن الكاريزما والشواهد التدريبية لا تكفي إذا لم يواكبها تطور في “النتائج التكتيكية” على أرض الملعب. ويقارن البعض طاقم المنتخب بالأندية الكبرى التي تضم جيوشاً من المساعدين المتخصصين في أدوار دقيقة (دفاعية، هجومية، وحالات خاصة)، معتبرين أن منظومة “الرجل الواحد” لم تعد تجدي نفعاً في الكرة الحديثة.

وخلاصة القول، رشيد بن محمود يبقى قيمة كروية وطنية لا نقاش فيها، لكن ضغط “كان 2025” لا يرحم. بين من يراه “ربحاً كبيراً” لتجربته، ومن يراه “حلقة تحتاج لتطوير”، يبقى الملعب هو الفيصل. مباراة زامبيا القادمة ستكون امتحاناً حقيقياً ليس فقط للاعبين، بل لمدى قدرة الركراكي وطاقمه المساعد على إثبات أنهم يملكون الحلول لتجاوز اللحظات الصعبة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً