من أمريكا إلى سواحل المغرب: موجة قطبية قد تفتح الباب أمام ثلوج نادرة بشمال المملكة

ثلوج متوقعة بشمال المغرب طقس وبيئة ثلوج متوقعة بشمال المغرب

مع اقتراب بداية عام 2026، تثير التحديثات الصادرة عن النماذج العددية العالمية، وفي مقدمتها النموذج الأوروبي عالي الدقة “ECMWF“، اهتمام المتابعين للشأن الجوي بالمغرب وخارجه. المعطيات الحالية لا تتعلق بموجة برد عادية، بل بسيناريو واسع النطاق قد يعيد رسم خريطة الطقس في مناطق تمتد من أمريكا الشمالية إلى أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط، مع احتمالات غير معتادة قد تشمل شمال المملكة.

قراءة في خرائط الضغط الجوي: ما الذي يتغير؟

توقعات طقس المغرب في يناير

تُظهر خرائط الضغط الجوي تمركزًا لافتًا لمرتفع جوي قوي فوق شمال ووسط المحيط الأطلسي، وهي وضعية تلعب دورًا أساسيًا في إعادة توجيه التيارات الهوائية.

في مثل هذا السيناريو، يعمل المرتفع على دفع الكتل الهوائية الباردة جنوبًا، بدل بقائها محصورة في المناطق القطبية، ما يفتح المجال أمام موجات برد قوية تتوغل نحو العروض الوسطى.

ويرتبط هذا الوضع، حسب المتخصصين، بضعف نسبي في الدوامة القطبية، وهو عامل يسمح للهواء شديد البرودة بالانفلات من محيط القطب والوصول إلى مناطق نادرًا ما تشهد مثل هذه القيم الحرارية.

امتداد قطبي من أمريكا إلى حوض المتوسط

وفق التحديثات الأخيرة، يُتوقع أن تؤثر الكتلة الهوائية الباردة في مرحلة أولى على أجزاء واسعة من أمريكا الشمالية، متسببة في انخفاضات حادة في درجات الحرارة.
ومع تحركها شرقًا، قد تعبر هذه البرودة المحيط الأطلسي لتصل إلى أوروبا الغربية والجنوبية، قبل أن تمتد تأثيراتها نحو حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تزداد فرص تفاعلها مع الرطوبة البحرية.

هذا التفاعل بين البرودة القطبية والرطوبة المتوسطية يُعد عاملًا حاسمًا في تعزيز فرص التساقطات، سواء المطرية أو الثلجية، خاصة في المناطق الشمالية القريبة من السواحل.

شمال المغرب تحت المجهر: أين يكمن الجديد؟

ثلوج متوقعة

رغم أن الثلوج تُعد ظاهرة مألوفة نسبيًا في مرتفعات الأطلس والريف خلال فصل الشتاء، فإن الجديد في هذا السيناريو الجوي يتمثل في احتمال امتداد تأثيرات البرودة إلى شمال المغرب والمناطق الساحلية المتوسطية.

وتكمن أهمية هذا التطور في كونه يفتح الباب أمام وضعيات جوية غير معتادة، قد تشمل مدن ومناطق لا تدخل عادة ضمن نطاق التساقطات الثلجية، ما يفسر الاهتمام المتزايد بهذه التوقعات.

الفترة الحاسمة: متى وأين قد تظهر الثلوج؟

حسب الخرائط الجوية المتوفرة حاليًا، تُعد الفترة الممتدة ما بين 3 و10 يناير 2026 مرحلة مفصلية في تطور هذه الوضعية الجوية، إذ يُرتقب خلالها أن تتضح ملامح زحف البرودة والثلوج على عدد من مناطق المملكة.

وتشير التوقعات إلى أن السواحل الشمالية قد تكون من بين المناطق المعنية، خاصة ضواحي طنجة وتطوان والحسيمة، حيث تبرز إمكانية تشكل غطاء أبيض في مناطق منخفضة الارتفاع، وهي وضعية نادرة لم تُسجل منذ سنوات طويلة.

كما تمتد المتابعة إلى الواجهة المتوسطية والجهة الشرقية، حيث تُظهر الخرائط مؤشرات على تساقطات ثلجية محتملة في مدن مثل الناظور ووجدة وتاوريرت وبركان، نتيجة التقاء الرطوبة القادمة من البحر الأبيض المتوسط مع رياح قطبية شديدة البرودة.

المرتفعات الجبلية في قلب السيناريو

بالتوازي مع ما قد تشهده مناطق الشمال، تبقى مرتفعات الأطلس والريف في صلب هذا الاضطراب الجوي.
وفي حال تأكد السيناريو الحالي، قد تسجل هذه المناطق تساقطات ثلجية مهمة، مع سماكات قد تتجاوز المعدلات الموسمية، خاصة في نواحي خنيفرة وميدلت وكيكو وأزرو، ما قد يؤثر على حركة السير والأنشطة اليومية.

بين الفائدة المائية والحذر الميداني

يرى متابعون للشأن الجوي أن هذه الوضعية، إن تأكدت، قد تحمل جانبًا إيجابيًا يتمثل في تعزيز المخزون المائي، خصوصًا إذا رافقت البرودة تساقطات مطرية وثلجية منتظمة.

في المقابل، تبقى موجات البرد القارس مصدر قلق لبعض القطاعات، خاصة الفلاحة والنقل، ما يستدعي متابعة دقيقة للنشرات الجوية الرسمية واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

زتشير المعطيات الحالية إلى احتمال بداية شتوية مختلفة مع مطلع عام 2026، حيث قد تمتد تأثيرات موجة قطبية واسعة إلى مناطق غير معتادة على الثلوج، وفي مقدمتها شمال المغرب.

وبين التفاؤل بما قد تحمله هذه الوضعية من فوائد مائية، والحذر من تقلباتها المحتملة، تبقى الأيام المقبلة كفيلة بتأكيد ملامح هذا السيناريو أو تعديل مساره.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً