المصدر: الصحيفة
بإعلان وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، عمار بلحيمر، توقيع سلطات بلاده اتفاقية مع شركة “غاماليا” الروسية المنتجة للقاح “سبوتنيك V” الخاص بفيروس “كوفيد 19″، يكون هذا البلد المغاربي قد قرر التوجه نحو أكثر التطعيمات إثارة للجدل وطوى صفحة اتفاق شفوي سابق كان قد عقده مع الصين التي اختارت أن يكون المغرب مقر تصنيع لقاحها.
وكشف المسؤول الحكومي الجزائري يوم الأربعاء الماضي، أن الجزائر وقعت “صفقة بالتراضي” مع مختبر روسي من أجل إمداد البلاد بأول دفعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، كما شرع معهد “باستور” بالجزائر في استشارات مع الشركة الروسية المنتجة للقاح لبحث الطريقة التي سيتم بها تنزيل الصفقة، مبرزا أن عملية التطعيم ستنطلق في شهر يناير.
ولم يتحدث وزير الإعلام الجزائري عن مصير الاتفاق الذي عقده وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، في غشت الماضي، مع السفير الصيني في الجزائر “لي ليان”، والذي أعلنت عنه وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، حيث أعرب حينها عن اهتمام حكومة بلاده بالحصول على اللقاح الذي تعده مؤسسة “سينوفارم”.
لكن هذا الوضع تغير مباشرة بعد إعلان وزير الصحة المغربي، خالد آيت الطالب، في 26 نونبر الماضي عبر مقابلة صحفية مع وكالة الأنباء الرسمية الروسية “سبوتنيك” أن المغرب يطمح لأن يصبح منتجا لجميع أنواع اللقاحات بمنصة إنتاج لقاحات عالية التقنية في مدينة محمد السادس التكنولوجية بطنجة “طنجة تيك”، مضيفا أن هذا الموقع الصناعي سيسمح بتطوير اللقاحات “المصنعة في المغرب” ويضمن الاكتفاء الذاتي للبلاد مع إمداد القارة الإفريقية ودول المغرب العربي المجاورة، في إشارة ضمنية إلى الجزائر.
وفي 20 غشت الماضي وقع كل من وزير الصحية ووزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، اتفاقيتي شراكة مع المختبر الصيني “سينوفارم” بخصوص مجال التجارب السريرية حول اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وحينها أعلن بوريطة أن الأمر يتعلق بتمهيد الطريق لـ”حضور استراتيجي للمختبر الصيني في المغرب”.
وبالمقارنة مع اللقاحات البريطانية والأمريكية والصينية، يعد اللقاح الروسي الأقل “مصداقية” والأكثر إثارة للشكوك بخصوص جدواه، حيث وجهت له عدة جهات علمية انتقادات بسبب الإعلان عن فعاليته قبل إتمام التجارب السريرية واسعة النطاق، ما اعتبر حينها خطوة ذات أبعاد سياسية من طرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن روسيا تقول إن نسبة فعاليته تصل إلى 90 في المائة على الرغم من أن رئيس البلاد نفسه لم يتلقه.