مع غروب شمس عام 2025، لا تعكس أرقام السدود في المغرب مجرد كميات مخزنة من الأمتار المكعبة، بل تترجم قصة صمود مائي ورهان وطني استراتيجي. في تحديثها الأخير ليوم الأربعاء 31 دجنبر 2025، أعلنت السلطات المائية عن بلوغ النسبة الإجمالية لملء السدود 39.2%، برصيد حيوي يناهز 6583 مليون متر مكعب.
مشهد مائي بملامح متباينة
يُظهر جرد نهاية السنة تفاوتاً لافتاً بين الأحواض المائية، مما يعكس الخصوصية المناخية لكل منطقة. وبينما نودع العام، تبرز أحواض الشمال كـ “خزان استراتيجي” للمملكة، حيث سجل حوض أبي رقراق نسبة ملء استثنائية بلغت 89.3%، متبوعاً بحوض اللوكوس بـ 57.8%، وهو ما يضمن استقراراً مريحاً للمناطق القطبية الكبرى.
في المقابل، وبالرغم من التحديات، أظهر حوض سبو استعادة تدريجية لعافيته بنسبة 48.4%، في حين يظل حوض أم الربيع (14%) تحت المجهر الوطني، مما يستدعي استمرار الجهود في مشاريع الربط المائي التي ميزت عام 2025.
أرقام الصدارة في ليلة رأس السنة
تميزت خارطة السدود المغربية بوصول عدة منشآت إلى طاقتها الاستيعابية القصوى أو اقترابها منها، لتدخل عام 2026 كأهم صمامات الأمان المائي:
- سدود بلغت 100%: (على واد الزا، بوهودة، الشريف الإدريسي، شفشاون، والنخلة).
- سدود كبرى في وضعية جيدة: سيدي محمد بن عبد الله (94%)، والوحدة الذي يختزن وحده أكثر من 1.7 مليار متر مكعب.
2026: من التدبير الاضطراري إلى السيادة المائية
لا ندخل السنة الجديدة بمجرد أرقام، بل برؤية طموحة. إن بلوغ نسبة تقارب 40% في نهاية 2025 يمثل أرضية صلبة للانطلاق نحو عام 2026، حيث من المنتظر أن تتعزز هذه المكتسبات بفضل:
- تسريع الربط البيني: استكمال محاور “الطرق السيار للمياه” لضمان توزيع عادل للموارد بين الأحواض الفائضة والمتضررة.
- الاستثمار في الابتكار: تكامل موارد السدود مع محطات تحلية مياه البحر لتقليل الضغط على المخزون السطحي.
- الوعي الجماعي: اعتبار الحفاظ على هذه الـ 6583 مليون متر مكعب مسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطن.
وضعية السدود الأربعاء 31 دجنبر











مصدر الصور: الما ديالنا
يغلق إذن المغرب ملفه المائي لعام 2025 على مؤشرات تبعث على الأمل، مؤكداً أن “الأمن المائي” ليس مجرد هدف، بل هو واقع يُبنى بالأرقام والسياسات الاستباقية. ومع استقبال عام 2026، تظل السدود هي القلب النابض للتنمية، والرهان الأول لمواجهة التغيرات المناخية بكل ثبات.

التعاليق (0)