يدخل المنتخب المغربي مباراته المرتقبة غداً الاثنين 29 دجنبر الجاري أمام نظيره الزامبي في ظرفية تفرض الكثير من التأمل والمراجعة، فالمواجهة تتجاوز في أبعادها مجرد البحث عن ثلاث نقاط، لتصل إلى ضرورة إعادة الانضباط لبيت المنتخب المغربي.
وكما يقول المثل الشعبي “كلها يلغي بلغاه”، يبدو أن هذا التوصيف هو الأدق لما نعيشه مؤخراً من ارتباك واضح تجاوز حدود الملعب ليصل إلى الكواليس، وهو ما يفرض على الطاقم التقني واللاعبين ضرورة ضبط الأمور والقطع مع العشوائية التي طبعت الأداء مؤخراً.
إن أكبر تجليات هذا الارتباك تظهر بوضوح في كيفية التعامل مع الكرات الثابتة، حيث نتابع في المباريات الأخيرة ما يشبه “المهزلة” المتكررة في التنفيذ، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول طبيعة العمل الذي يُنجز في الحصص التدريبية.
ففي هذه اللحظات الحاسمة يظهر غياب المخطط الواضح: من يسدد؟ ومن يموّه؟ ومن يكسر التسلل؟ إن غياب هذه “المترابطات” (1-2-3) يعكس خللاً في استغلال الوقت التدريبي الذي يجب أن يكون “خدمة” حقيقية للمباراة، وليس مجرد حصص للمرح والرش بالماء.
فكرة القدم الحديثة هي جمل تكتيكية “تُطبخ” في التداريب بدقة متناهية، تماماً كما كنا نرى في كبار الأندية العالمية حين يوجه القادة زملاءهم لفتح الثغرات لتنفيذ ضربة ثابتة مدروسة تنتهي بهدف مصنوع سلفاً.
وفي ظل هذا التيه التكتيكي، تبرز قيمة عودة النجم أشرف حكيمي في مباراة الغد كعنصر حاسم قد يقلب الموازين. فحكيمي ليس مجرد ظهير عصري، بل هو قطعة أساسية لضبط الإيقاع وإعادة الهيبة لمركز القيادة داخل أرضية الميدان الذي افتقدناه بشدة. عودة حكيمي قد تضع حداً للفوضى التي نراها عند تنفيذ الأخطاء، لما يمتلكه من دقة وخبرة، فضلاً عن قدرته على منح الثقة لزملائه وإخراج الفريق من حالة “الارتباك” الذهني التي سيطرت على الأداء العام.
إن الجمهور المغربي ينتظر غداً رؤية فريق يكبر مع توالي المباريات، فريق يخرج من عباءة الفوضى ليدخل في صرامة التنظيم. فالأمل معقود على أن تكون موقعة زامبيا هي البداية الحقيقية لترتيب البيت من جديد، والبرهان على أن العمل في التداريب يترجم فعلياً فوق العشب، بعيداً عن الارتجالية التي لا تليق بمنتخب في قيمة أسود الأطلس.

التعاليق (0)