لماذا ينصح الخبراء بتناول المشروبات الساخنة في الطقس الحار؟ مفارقة علمية لها تفسير منطقي

في مفارقة قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، يوصي عدد من الخبراء الصحيين بتناول المشروبات الساخنة بدلًا من المثلجة لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة، مستندين في ذلك إلى دراسات علمية تؤكد فعالية هذه الطريقة في تعزيز آلية التبريد الطبيعي داخل الجسم.

🔬 المشروبات الساخنة تُحفّز التعرق وتُبرّد الجسم

أظهرت دراسات من جامعة ريدينغ البريطانية أن جسم الإنسان يمكن أن يفقد في الأجواء الحارة ما بين 3 إلى 4 لترات من العرق في الساعة، أي ما يعادل نحو 40 كوب شاي يوميًا.

وعندما يتناول الشخص مشروبًا ساخنًا، فإن هذا يُحفّز مستقبلات الحرارة في الفم والمريء، ما يؤدي إلى إرسال إشارات للجهاز العصبي تدفع الجسم إلى زيادة التعرق. ويعد هذا التعرق وسيلة فعالة لتبريد الجسم، إذ أن تبخر العرق من سطح الجلد يسحب حرارة الجسم بطريقة طبيعية وأكثر كفاءة من تناول السوائل الباردة مباشرة.

🚿 الاستحمام الفاتر أفضل من البارد

لا يقتصر هذا المفهوم على المشروبات فقط، بل يمتد أيضًا إلى الاستحمام. فعلى عكس الاعتقاد السائد بأن الماء البارد جدًا هو الأمثل في مواجهة الحر، يحذر الأطباء من استخدامه لما قد يسببه من انقباض مفاجئ في الأوعية الدموية، مما يُعيق عملية تبديد الحرارة من الجسم.

في المقابل، يُوصى بالاستحمام بماء فاتر، حيث يساعد على فتح المسام وزيادة تدفق الدم نحو سطح الجلد، وهو ما يعزز بدوره من فقدان الحرارة بشكل طبيعي.

🥤 التوازن هو الحل الأفضل

ورغم فوائد السوائل الساخنة في تعزيز التبريد الذاتي، فإن ذلك لا يعني الاستغناء الكامل عن المشروبات الباردة. إذ تبقى جميع أنواع السوائل، سواء كانت دافئة أو مثلجة، ضرورية لتعويض الجسم عن السوائل والأملاح المعدنية التي يفقدها بسبب التعرق.

لذلك، يؤكد الخبراء أن المفتاح هو تحقيق التوازن بين شرب الماء، العصائر، والمشروبات الأخرى، دون الإفراط في أي منها.

✅ توصيات لمواجهة الحر الشديد

لمواجهة موجات الحرّ بفعالية، ينصح المختصون باتباع جملة من الإرشادات:

• شرب السوائل بانتظام (ساخنة أو باردة) للحفاظ على الترطيب.
• ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة لتقليل احتباس الحرارة.
• تجنب التعرض المباشر للشمس، خاصة خلال ساعات الذروة.
• الاستحمام بماء فاتر بدلًا من البارد جدًا.
• البقاء في أماكن مظللة أو مكيفة قدر الإمكان.