كشفت دراسة علمية حديثة صادرة من أستراليا عن نتائج مقلقة، محذرة من أن تكرار عملية ضرب كرة القدم بالرأس خلال المباريات والتدريبات قد يؤدي إلى تغييرات ملحوظة وفورية في كيمياء الدماغ، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن العلاقة المحتملة بين هذا السلوك وزيادة فرص الإصابة بالخرف على المدى الطويل.
وأوضحت الدراسة، التي أجرتها جامعة سيدني وتُعتبر الأولى من نوعها التي تستخدم تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لهذا الغرض، أن مجموعة من اللاعبين الذكور البالغين قاموا بتوجيه الكرة برؤوسهم 20 مرة فقط خلال فترة لم تتجاوز 20 دقيقة. وقد أظهرت نتائج التصوير بعد ذلك مباشرةً ارتفاعاً في مستويات بروتينين محددين، وهما بروتينان معروفان بارتباطهما بإصابات الدماغ التنكسية. ويشير الباحثون إلى أن هذين البروتينين يُعتبران مؤشرات حيوية مبكرة لاحتمالية الإصابة بأمراض مثل الخرف في المستقبل.
وتأتي هذه النتائج العلمية في سياق توجه عالمي متزايد نحو فرض قيود صارمة على ممارسة ضرب الكرة بالرأس، خاصة في الفئات العمرية الصغيرة. ففي إنجلترا، على سبيل المثال، قام الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بحظر هذا النوع من التدريبات بشكل كامل للأطفال حتى بلوغهم سن 12 عاماً. كما أصدرت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز توصيات للمحترفين بعدم تجاوز 10 ضربات رأس قوية في كل حصة تدريبية أسبوعية كحد أقصى.
وعلى صعيد متصل، وفي رد فعل على هذه المخاوف المتزايدة، أعلن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم عن تشكيل فريق عمل بحثي متخصص يضم نخبة من الخبراء الطبيين. وتهدف هذه الخطوة إلى إجراء مراجعة شاملة للتوصيات الحالية المتعلقة بضربات الرأس، بالإضافة إلى دراسة أفضل السبل والآليات المتاحة للحد من تكرار وشدة هذه الضربات، خاصة في صفوف اللاعبين الشباب والناشئين، لحماية صحتهم على المدى البعيد.
التعاليق (0)