دعوة للمصالحة بين المغرب والجزائر وتجنب سيناريوهات التصعيد

المغرب والجزائر مختارات المغرب والجزائر

في خطوة ترمي إلى إعادة الأمل في مشروع الاتحاد المغاربي وبعث روح التقارب بين المغرب والجزائر، أطلق عدد من الفاعلين المدنيين الدوليين مبادرة جديدة تهدف إلى تجاوز الأزمة السياسية المتواصلة بين البلدين، وفتح قنوات للحوار والمصالحة.

مركز دولي يقود المبادرة

المبادرة تقودها مؤسسة “المركز الدولي لمبادرات الحوار”، وهي مؤسسة مدنية تعنى بتعزيز السلم والتفاهم بين الشعوب. وتهدف هذه المبادرة إلى اعتماد ملف “الاتحاد المغاربي” كإطار جامع لمناقشة القضايا الخلافية، والبحث عن حلول للأزمات التي تعيق تطور المنطقة المغاربية، من خلال مقاربة بناءة ترتكز على الوقاية من النزاعات وتفادي التصعيد الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها.

لجنة فكرية مغاربية لدراسة سبل الحل

ومن المرتقب أن تتولى لجنة مستقلة تضم شخصيات فكرية وأكاديمية من دول المغرب العربي مهمة تشخيص العراقيل البنيوية التي تقف في وجه الوحدة المغاربية، والعمل على بلورة تصورات واقعية وخطط سياسات عمومية تسهم في بناء أرضية مشتركة لإحياء حلم الاتحاد المغاربي.
وتشمل مهام اللجنة إعداد أوراق بحثية معمقة لتفكيك الإشكالات التي عرقلت التقارب الإقليمي لعقود، والعمل على توفير حلول تنموية وأمنية شاملة.

الجزائر والمغرب.. علاقة متأرجحة بين التوتر والقطيعة

توقفت المبادرة عند ما اعتبرته نقطة تحول فارقة في تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية، حين أعلنت الجزائر في غشت 2021 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، مما أدى إلى انتقال العلاقة من حالة الجمود إلى مرحلة أكثر توتراً.
وسجلت المبادرة بقلق تصاعد سباق التسلح بين الجانبين، واتساع رقعة الخطاب العدائي في وسائل الإعلام ومنصات التواصل، محذّرة من خطر الانزلاق نحو صدام عسكري قد يهدد الاستقرار الهش لشمال إفريقيا بأكمله.

تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية

كما أبرزت الوثيقة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه مشروع الاندماج المغاربي، من بينها ضعف التبادل التجاري بين دول المنطقة، والذي لا يتجاوز 5 في المئة، في وقت لا تزال الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة لأكثر من 25 سنة، ما خلّف أضراراً اجتماعية واقتصادية جسيمة، خاصة لسكان المناطق الحدودية الذين دفعوا ثمناً باهظاً للنزاع السياسي.
وأشارت المبادرة إلى غياب تنسيق فعّال بين دول المغرب العربي في مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية، وهو ما جعل المنطقة تصنف ضمن أقل مناطق العالم اندماجاً.

لا اتحاد مغاربي دون مصالحة مغربية جزائرية

تؤكد المبادرة في خلاصتها أن تحقيق الاتحاد المغاربي يمر حتماً عبر إصلاح العلاقات الثنائية بين الرباط والجزائر، باعتبارهما الركيزتين الأساسيتين للمشروع، ما يتطلب معالجة الملفات العالقة، وفي مقدمتها قضية الصحراء التي ظلت تشكل بؤرة توتر مستمرة بين البلدين.

ورغم صعوبة الظرف الإقليمي، ترى المبادرة أن الفرصة لا تزال قائمة لإعادة بناء الثقة وتفادي السيناريوهات السوداوية، داعية الأطراف إلى تغليب منطق الحوار والتفاهم على منطق العداء والتصعيد، من أجل مستقبل مشترك أكثر استقراراً وازدهاراً لشعوب المنطقة المغاربية.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً