سفيان أمرابط بعد الانتقادات: النقد حق… لكن هذا ما يضر المنتخب

سفيان أمرابط رياضة سفيان أمرابط

في خضم الجدل المتواصل حول اختيارات وليد الركراكي، خرج سفيان أمرابط عن صمته برسالة هادئة لكنها عميقة الدلالة. تصريح لا يمكن التعامل معه كخبر عابر، لأنه يفتح باباً أوسع للنقاش: أين ينتهي النقد المشروع؟ وأين يبدأ التشكيك الذي يضر بالمنتخب؟

ماذا قال سفيان أمرابط؟

الدولي المغربي عبّر بوضوح عن دعمه الكامل لوليد الركراكي، على خلفية صيحات الاستهجان التي طالت المدرب في مباراة زامبيا، وقبلها أمام مالي، وقال في هذا الصدد: “المدرب هو صاحب القرار. ما زلنا في البطولة، وعلينا جميعاً دعم المدرب والفريق. يجب أن نكون متحدين لأننا نحتاج حقاً إلى الجماهير. كان الجو رائعاً في مباراة زامبيا. أعتقد أن دعمهم لنا، كلاعبين إضافيين، سيمنحنا دفعة معنوية هائلة وسيساعدنا كثيراً”.

سفيان أمرابط شدد، في حديثه لقناة زيغو سبورت، على أن الانتقاد جزء طبيعي من كرة القدم، لكنه لا يرى أن ما حدث هو التصرف الصحيح في هذا التوقيت، وردا على منتقديه بالخصوص قائلا “ النقد جزء من اللعبة. يحق لهم انتقادي أيضاً.. سأكون كاذباً لو قلت إننا لم نسمعها. كلنا نشعر بها. أتفهم الانتقادات الموجهة لي أيضا. الناس يريدون الفوز ولا شيء آخر، ويحبون الفريق. هناك الكثير من المشاعر التي تخالج الجميع خلال المباريات، وبعدها. ربما يرى الجمهور أنه كان من الممكن أو ينبغي القيام بالأمور بشكل مختلف”.

اللاعب اعترف بأن المجموعة تسمع وتُحس بما يصدر من المدرجات، قائلاً إن اللاعبين بشر ويتأثرون، كما أبدى تفهّمه لكون الجماهير تريد الفوز قبل أي شيء، وتتصرف أحياناً بدافع الحب والانفعال.

قراءة في الرسالة… ما الذي أراد أمرابط قوله فعلاً؟

بعيداً عن الكلمات المباشرة، تصريح أمرابط يحمل ثلاث رسائل أساسية:

أولاً: اللاعب لا يشتكي… بل يشرح الواقع
أمرابط لم يهاجم الجماهير، ولم يتقمص دور الضحية. بالعكس، أكد أن النقد حق، وأنه شخصياً يتعرض له ويتفهمه. لكن الفرق كبير بين نقد الأداء والتشكيك في المدرب داخل الملعب وأثناء المنافسة.

ثانياً: التوقيت هو جوهر المشكلة
حين يقول سفيان أمرابط: “ما زلنا في البطولة”، فهو يضع يده على النقطة الحساسة.
الضغط المبالغ فيه خلال المنافسة، وليس بعدها، لا يصحح الأخطاء، بل قد يربك المجموعة ويضرب الاستقرار الذهني.

ثالثاً: المدرب هو صاحب القرار
الجملة المفتاحية في تصريحه تبقى: “المدرب هو صاحب القرار”.
رسالة واضحة مفادها أن غرفة القرار يجب أن تبقى محمية من الضغوط الجماهيرية، لأن أي اهتزاز في هذه القاعدة ينعكس مباشرة على المشروع ككل.

بين النقد والدعم: معادلة صعبة في الكرة المغربية

ما قاله سفيان أمرابط يعيدنا إلى إشكال أوسع في علاقتنا بالمنتخب:
نحن نطالب بالنتائج، وهذا حق مشروع، لكننا أحياناً نخلط بين المحاسبة والهدم، وبين التعبير عن الغضب وتحويل المدرجات إلى مصدر ضغط سلبي.

المفارقة أن نفس الجماهير التي انتقدت، صنعت لاحقاً أجواء رائعة في مباراة زامبيا، وهو ما أشار إليه أمرابط نفسه، مؤكداً أن الدعم الجماهيري كان بمثابة لاعب إضافي داخل الملعب.

تصريح سفيان أمرابط ليس دفاعاً أعمى عن المدرب، ولا تبريراً للأداء، بل دعوة إلى التوازن… نقد نعم، محاسبة نعم، لكن دون كسر الثقة داخل المجموعة، ودون تحويل كل مباراة إلى محاكمة فورية.

المنتخب ما زال في المنافسة، والمشروع لم ينتهِ بعد. وكما قال أمرابط بوضوح: نحتاج الجماهير… موحّدة، لا منقسمة.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً