بعد موسم تاريخي تُوج خلاله بدوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان، عاد اسم النجم المغربي أشرف حكيمي إلى الواجهة، كواحد من أبرز المرشحين للفوز بالكرة الذهبية لعام 2025، في سباق عادةً ما تسيطر عليه الأسماء الهجومية فقط.
موسم أشرف حكيمي كان استثنائيًا بكل المقاييس. لعب دورًا محوريًا في تتويج باريس بأول لقب أوروبي في تاريخه، وساهم بأدائه الثابت والحاسم في جميع الأدوار، من دور المجموعات وحتى النهائي. منذ تسديدته البعيدة أمام آيندهوفن، التي افتتحت بها باريس مشوارها في البطولة، وحتى مساهماته الحاسمة في ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي، لم يتراجع أداء حكيمي لحظة واحدة.
تألقه لم يكن هجوميًا فقط، بل كان حائط صد على الرواق الأيمن، يجمع بين الواجبات الدفاعية والسرعة الخارقة والانطلاقات المدمّرة، ويمرر كرات دقيقة ساهمت في صناعة الأهداف. شارك أساسيًا في جميع مباريات دوري الأبطال تقريبًا، ولعب أكثر من 99% من الوقت، ولم يُستبدل سوى مرة واحدة.
بعيدًا عن الأبطال، قدّم أشرف حكيمي موسمًا قويًا في الدوري الفرنسي وكأس فرنسا، كما تُوّج بثلاثية محلية وقارية، وأحرز الميدالية البرونزية مع منتخب المغرب في أولمبياد باريس 2024. كل هذه الإنجازات دفعت بقيمته السوقية إلى 80 مليون يورو، وأعادته بقوة إلى دائرة الضوء كأحد أبرز اللاعبين في العالم هذا العام.
لكن ما يُميز حكيمي أكثر هو كسره للصورة النمطية التي تُقصي المدافعين من سباق الكرة الذهبية. فمنذ تتويج فابيو كانافارو بالجائزة عام 2006، لم ينجح أي مدافع في الظفر بها. أسماء كبيرة مثل فيليب لام، سيرجيو راموس، وفيرجيل فان دايك اقتربت من الجائزة، لكنها لم تلمسها.
تصريحات وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، عبّرت عن هذا الطموح حين قال:
“رغم صعوبة فوز ظهير بالكرة الذهبية، فقد رأينا رودري – لاعب الارتكاز – يحقق ذلك من قبل. ربما حان الوقت لتغيير المعايير.”
حكيمي يملك كل ما يلزم ليفعلها: أداء ثابت، بطولات، أرقام، تأثير حقيقي في أكبر بطولة، وتقدير عالمي متزايد.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن:
هل يكسر أشرف حكيمي لعنة المدافعين ويُصبح أول لاعب عربي وإفريقي يرفع الكرة الذهبية؟
كل المؤشرات تقول نعم… والقرار بيد الصحفيين، والجمهور، والتاريخ.
التعاليق (0)