تحوّل يوم عمل اعتيادي لفلاح ستيني ينحدر من جماعة باب مرزوقة بإقليم تازة إلى فاجعة مأساوية، بعدما تعرض للدغة أفعى سامة باغتته بينما كان يزاول مهامه الفلاحية المعتادة قرب منزله. لم يكن الرجل يدري أن تلك اللدغة ستنهي حياته، لتبدأ رحلة سباق محموم مع الزمن، انتهت للأسف بخسارة المعركة أمام قوة السم الفتاك.
ورغم نقله السريع إلى المستشفى المحلي ومحاولات الطاقم الطبي لإنقاذه، إلا أن قوة السم ومضاعفاته الخطيرة كانت أسرع، حيث لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة وسط حسرة أسرته والطاقم الطبي.
هذه الحادثة الأليمة لم تكن الأولى خلال الأيام الأخيرة، إذ شهد دوار سيدي مغيث بجماعة غياثة الغربية مأساة مماثلة، بعدما توفي طفل في الثانية عشرة من عمره جراء تعرضه للدغة أفعى مماثلة، ما زاد من مخاوف سكان المناطق الجبلية والقروية، الذين يعيشون تحت تهديد دائم للزواحف السامة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
هذه الوقائع المقلقة أعادت إلى الواجهة التحذيرات المتكررة من تنامي خطر الزواحف السامة في القرى النائية، حيث يشتكي السكان من غياب الأمصال المضادة للسموم، وندرة وسائل الوقاية والتدخل السريع، خصوصًا في المناطق البعيدة عن المراكز الصحية.
ومع تصاعد القلق الشعبي، طالب المواطنون السلطات الصحية والمحلية بـاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأرواح، من خلال توفير الأمصال بشكل دائم في المستوصفات القروية، وتكثيف حملات التوعية والتحسيس، وتعزيز فرق التدخل الطبي في المناطق المعزولة.
وتُظهر معطيات رسمية صادرة عن المندوبية الإقليمية للصحة بأزيلال حجم هذا الخطر المتنامي، إذ تم تسجيل 89 حالة لسعات عقارب و3 حالات لدغات أفاعٍ خلال فترة قصيرة فقط، ما يعكس ضرورة التحرك الفوري لتفادي المزيد من الأرواح التي قد تُزهق بسبب سمّ لا يرحم.
التعاليق (0)