لم تعد الإشادة بتنظيم المغرب لكأس إفريقيا 2025 مجرد مجاملات إعلامية عابرة، بل تحولت إلى شهادة قارية صريحة، هذه المرة من القناة الكينية TV47، التي وصفت التجربة المغربية بالمرجع الذي ينبغي أن تقتدي به الدول الإفريقية مستقبلاً. غير أن أهمية هذا التصريح لا تكمن في مضمونه فقط، بل في الرسائل العميقة التي يعكسها حول موقع المغرب الكروي والرياضي داخل القارة.
إشادة خارجية… ودلالات أعمق
حين تأتي الإشادة من إعلام دولة إفريقية بعيدة جغرافيًا عن شمال القارة، فإنها تكتسب وزنًا خاصًا. حديث محللي TV47 عن “رفع سقف التحدي” يؤكد أن ما يقدمه المغرب لم يعد يُقارن بالسابق، بل بما ينبغي أن يكون عليه تنظيم كأس إفريقيا في المستقبل.
الرسالة واضحة: المغرب لم ينظم بطولة فقط، بل وضع معيارًا جديدًا، سواء من حيث البنيات التحتية، أو الجاهزية اللوجستية، أو حتى الصورة العامة للكرة الإفريقية أمام العالم.
البنية التحتية… استثمار طويل الأمد لا حدث عابر
توقف القناة الكينية عند ملعب الأمير مولاي عبد الله لم يكن تفصيلاً ثانويًا. إعادة بناء الملعب وفق المعايير الدولية تعكس فلسفة مغربية واضحة: الاستثمار في البنية التحتية ليس مرتبطًا ببطولة واحدة، بل برؤية استراتيجية تستهدف المستقبل، من كأس إفريقيا إلى كأس العالم.
هذا النوع من المشاريع يضع المغرب في موقع مختلف عن دول تنظم البطولات بمنطق “الحدث العابر”، دون أثر مستدام.
منهجية العمل داخل المنتخبات: التفوق لا يأتي صدفة
أحد أهم محاور إشادة TV47 كان منهجية عمل المنتخبات المغربية. الحديث عن التصوير بالفيديو، والتحليل الدقيق للأداء، واستخدام التقنيات الحديثة، يوضح أن نجاح الكرة المغربية لم يعد مبنيًا على الموهبة فقط، بل على العلم والتخطيط.
هذا التحول هو ما جعل المغرب، في نظر المتابعين الأفارقة، مرجعًا قارياً، وليس مجرد منتخب قوي في فترة زمنية محددة.
المغرب كمرشح للتتويج… نتيجة منطقية
وصف المغرب كأحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب لم يكن مجاملة للبلد المنظم، بل استنتاجًا منطقيًا نابعًا من جودة اللاعبين، واستقرار المنظومة، وتراكم التجربة القارية والدولية.
حين تجتمع الأرض، والجمهور، والبنية التحتية، والعمل التقني المحكم، يصبح الطموح مشروعًا وليس مبالغة.
صورة الجماهير… كرة القدم كقيمة إنسانية
من أكثر النقاط دلالة في تقرير القناة الكينية، الإشادة بمشاهد التعايش والود بين الجماهير المغربية والقمرية قبل المباراة الافتتاحية.
هذه الصور تعكس أن نجاح التنظيم لا يُقاس فقط بالملاعب والفنادق، بل أيضًا بالإنسان، وبقدرة البلد المضيف على تقديم كرة القدم كفضاء للتعايش والاحترام، وهو عنصر يظل راسخًا في ذاكرة المتابعين أكثر من أي نتيجة داخل الملعب.
إشادة القناة الكينية TV47 بكأس إفريقيا 2025 في المغرب تتجاوز إطار نقل الخبر، لأنها تكشف تحوّل المملكة إلى نموذج قارّي في التنظيم والرؤية الكروية الشاملة. المغرب لم يكتفِ باستضافة البطولة، بل قدّم تصورًا متكاملاً لما يجب أن تكون عليه كرة القدم الإفريقية: احتراف، تخطيط، وبُعد إنساني.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)