تشير أحدث التوقعات الجوية إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي تهم جنوب المغرب وأجزاء واسعة من الأراضي الموريتانية، حيث يُتوقع أن تعرف هذه المناطق نشاطًا ملحوظًا في العواصف الرعدية، مع احتمال هطول أمطار غزيرة قد تتسبب محليًا في سيول مفاجئة، نتيجة لتفاعل عدة عوامل مناخية مدارية.

نشاط مداري متصاعد فوق موريتانيا والجنوب المغربي
تُظهر خرائط بخار الماء المترسّب (PWAT)، وهو مؤشر يعكس إجمالي كمية بخار الماء المتوفرة في عمود الغلاف الجوي، توفرًا ملحوظًا للرطوبة، خاصة فوق جنوب موريتانيا، ما يُعتبر مؤشرًا واضحًا على توفر الظروف اللازمة لتكوّن سحب ركامية نشطة.
هذا التزايد في الرطوبة ناتج عن نشاط متصاعد لمنطقة التقارب المداري (ITCZ)، أو ما يُعرف بالفاصل المداري، والذي يساهم في تزايد وتيرة العواصف الرعدية اليومية في الأقاليم الجنوبية لموريتانيا، مع إمكانية تأثيرها على بعض المناطق الصحراوية جنوب المغرب.

المنخفضات الحرارية تساهم في نقل الرطوبة نحو الشمال
يتزامن هذا النشاط المداري مع تأثير واضح للمنخفضات الحرارية السطحية، المتمركزة فوق النيجر ومالي، وهي تُعد من المحركات الأساسية لنقل الكتل الرطبة نحو الشمال، باتجاه المناطق الصحراوية. وهو ما يجعل من هذه الوضعية نموذجًا للديناميكية المدارية التي تنشط خلال هذه الفترة الانتقالية من السنة.

خصائص الوضعية الجوية الحالية
تُظهر النماذج المناخية والاستشعار عن بعد عددًا من السمات المميزة لهذه الوضعية الجوية، من أبرزها:
- رعود مبكرة خلال ساعات العصر
- نشاط رعدي ليلي واسع الانتشار
- نمو شاهق للسحب الركامية
- انتشار الأفواج الرعدية في مساحات كبيرة
- زخات مطرية تصاعدية وغزيرة
- نشاط كهربائي (صواعق) مرتفع
- احتمال تشكّل سيول محلية مفاجئة
تحذيرات وتوصيات
نظرًا لطبيعة هذه الاضطرابات الجوية، والتي تتسم بتفاوتها المكاني والزمني، فإن السلطات المحلية وسكان المناطق المعنية مدعوون إلى توخي الحيطة والحذر، خصوصًا في المناطق المنخفضة أو القريبة من مجاري الوديان، حيث قد تتشكل السيول بشكل مفاجئ وخطير.
المغرب وموريتانيا على خط الجبهة المدارية
تُبرز هذه الوضعية الجوية التقارب المناخي بين جنوب المغرب وعمق الساحل الإفريقي، ما يجعل المنطقة عرضة خلال الصيف لتأثيرات الفاصل المداري، الذي يُعد ركيزة أساسية لنشوء موجات عدم الاستقرار المدارية.
وتُعد هذه الظروف تذكيرًا بالدور الحيوي الذي تلعبه العوامل المدارية في تشكيل الطقس بشمال غرب إفريقيا، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تُضفي مزيدًا من التعقيد على أنماط الطقس المعتادة.
إقرأ أيضا:
التعاليق (0)