التلفزيون الجزائري يصعد لهجته تجاه الإمارات في خضم أزمة داخلية متفاقمة وفي التفاصيل، ففي تطور لافت يعكس تصعيداً حاداً في لهجة الخطاب الإعلامي الرسمي، شن التلفزيون الجزائري الحكومي هجوماً شديداً على دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد اتسم هذا الهجوم، الذي بث عبر القنوات الرسمية ومنصات التواصل الاجتماعي، بلغة بالغة العدائية، الأمر الذي اعتبره مراقبون تجاوزاً واضحاً للأعراف الدبلوماسية والأخلاقية المتعارف عليها في العلاقات بين الدول. كما رأى البعض في هذا التوجه مؤشراً على وجود حالة من التوتر الداخلي تسعى الجزائر إلى توجيهها نحو الخارج.
ضمن سلسلة من التصريحات اللاذعة، استخدم الإعلام الجزائري أوصافاً حادة وغير معهودة في الخطاب الرسمي، حيث وُصفت دولة الإمارات بعبارات مثل “الدويلة المصطنعة”. كما ذهبت التصريحات إلى اعتبار أن مواقف الإمارات تجاه الجزائر قد “تجاوزت كل الخطوط الحمراء”، واتهمتها بمحاولة “التشكيك في تاريخ الشعب الجزائري وهويته العريقة”.
وقد بلغ مستوى اللغة المستخدمة في هذا الخطاب الرسمي حداً غير مألوف في سياق العلاقات بين الدول العربية، حيث تحدث التلفزيون الجزائري عن “كيانات هجينة تفتقر إلى الجذور والسيادة”. وتضمن الخطاب اتهامات مباشرة للإمارات بـ “التحول إلى مصانع للفتنة وبث السموم الإيديولوجية”، وهي إشارة تهجمية اعتبرها العديد من المتابعين انعكاساً لحالة من الارتباك الداخلي تعيشها الجزائر في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة.
علاوة على ذلك، أكد الخطاب الصادر عن التلفزيون الرسمي على أن “الجزائر التي قدمت ملايين الشهداء لن تغفر المساس بثوابتها”، مشدداً على أن “التحريض الإعلامي لن يمر دون محاسبة أخلاقية وشعبية”. وقد اتسمت هذه اللهجة بالتهديد، وافتقرت إلى الحكمة الدبلوماسية، مما يزيد من حدة الاستقطاب الإقليمي.
ويرى محللون أن هذا التصعيد الجزائري الأخير يمثل محاولة لصرف الانتباه عن المشكلات الداخلية المتزايدة التي تواجه البلاد، خاصة في ظل التراجع الاقتصادي الملحوظ والضغط الشعبي المتنامي، بالتزامن مع القيود المستمرة على الحريات والتضييق السياسي. وتأتي هذه الحملة الإعلامية في وقت تشهد فيه العلاقات الإقليمية تحولات كبيرة، تبرز فيها دولة الإمارات كفاعل اقتصادي ودبلوماسي مؤثر، الأمر الذي قد يثير حساسية لدى بعض الأنظمة ذات التوجهات التقليدية.
وتعتبر هذه التصريحات، التي تجاوزت بشكل واضح الأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية، مؤشراً خطيراً على تدهور مستوى الخطاب الرسمي في الجزائر. كما أنها تنذر بتصاعد التوترات في المنطقة، خاصة في ظل ما تعانيه الجزائر من تحديات على صعيد الاستقرار السياسي والتكامل الإقليمي.
التعاليق (0)