الحرارة العالمية تنذر بالخطر: السنوات الخمس المقبلة قد تشهد تحطيم أرقام قياسية وتفاقم الكوارث المناخية!

الحرارة طقس وبيئة الحرارة

أنا الخبر| analkhabar|

الحرارة العالمية تنذر بالخطر: السنوات الخمس المقبلة قد تشهد تحطيم أرقام قياسية وتفاقم الكوارث المناخية و في التفاصيل، تحذير علمي شديد اللهجة، أشار تقرير مشترك صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالتعاون مع مكتب الأرصاد الجوية البريطانية، إلى أن كوكب الأرض مقبل على خمس سنوات قد تكون الأشد حرارة على الإطلاق، وسط مؤشرات مقلقة لتسارع الاحترار العالمي وتضاعف الظواهر الجوية القاتلة.

ووفقًا لما ورد في التقرير السنوي الصادر حديثًا، فإن هناك احتمالًا بنسبة 70٪ أن يتجاوز متوسط الإحترار العالمي خلال الفترة الممتدة من 2025 إلى 2029، حاجز 1.5 درجة مئوية فوق معدلات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الحدّ الذي حذرت منه اتفاقية باريس للمناخ كمستوى خطير قد يتسبب في تغييرات لا رجعة فيها في النظام البيئي العالمي.

وتوضح النتائج أن تخطي هذا العتبة الحرجة سيرفع من وتيرة الظواهر المناخية القصوى مثل موجات الحرّ القاتلة، والفيضانات المفاجئة، والعواصف العنيفة، إلى جانب ذوبان الجليد القطبي بشكل غير مسبوق، وهو ما قد يدفع ببعض الأنظمة البيئية إلى نقطة اللاعودة، خصوصًا مع تصاعد خطر ارتفاع منسوب مياه البحار وتقلص الكتل الجليدية في القطبين.

الأمر لا يقتصر على تجاوز حاجز 1.5 درجة فحسب، بل تشير التوقعات إلى وجود احتمال بنسبة 80٪ أن يشهد أحد الأعوام الخمسة المقبلة أعلى متوسط حرارة سُجّل في التاريخ. بل ولأول مرة، يُطرح احتمال – وإن كان ضئيلاً بنسبة 1٪ – أن تتجاوز حرارة أحد الأعوام 2 درجة مئوية مقارنة بمعدلات ما قبل الصناعة، وهو ما لم يكن متخيّلاً قبل سنوات قليلة، ويؤكد تسارع وتيرة التغيّر المناخي بشكل مقلق.

وفي تعليقها على هذه المعطيات، قالت كو باريت، نائبة الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية:

“لقد شهدنا بالفعل العقد الأشد حرارة في التاريخ، وهذا التقرير لا يحمل أي مؤشرات إيجابية على تحسّن قريب. بل على العكس، يبدو أننا مقبلون على مزيد من الضغوط على اقتصاداتنا، وصحتنا، وبيئتنا، وكوكبنا بأسره.”

ويُعتبر تجاوز حرارة 1.5 درجة مئوية ولو لعام واحد، مؤشرًا قويًا على أن العالم يسير بثبات نحو اختراق سقف اتفاقية باريس للمناخ، التي تنص على ضرورة الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين، مع الإبقاء على إمكانية إبقاء الاحترار عند حدود 1.5 درجة على المدى الطويل، كهدف مثالي خصوصًا للدول الجزرية المهددة بالغرق.

إلى جانب الاحترار العام، يُتوقّع أن تشهد المنطقة القطبية الشمالية تسارعًا لافتًا في معدلات الاحترار، حيث رجّح التقرير أن يكون معدل ارتفاع الحرارة في الشتاء هناك أكثر من 3.5 أضعاف المتوسط العالمي، مما يضاعف من ذوبان الصفائح الجليدية ويزيد من معدلات رفع مستوى سطح البحر.

كما أشار التقرير إلى أن كل جزء من درجة الحرارة إضافية، مهما بدا طفيفًا، يُضاعف من وتيرة وحدة الكوارث المناخية، بما فيها الحرائق، الأمطار الطوفانية، وتدهور النظم البيئية. وقد سجل عام 2024 بالفعل أرقامًا قياسية، ليُصنَّف كـأكثر الأعوام حرارة منذ بدء السجلات المناخية، وهو أيضًا أول عام يتجاوز بشكل واضح عتبة 1.5 درجة مئوية على مدار سنة كاملة.

وقد شهدت السنوات الخمس الماضية تسارعًا واضحًا في الكوارث المناخية، من موجات حر قاتلة في أوروبا وآسيا، إلى فيضانات مدمّرة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى أعاصير ضخمة مثل إعصار “هيلين” الذي خلّف خسائر بشرية ومادية جسيمة.

واستند التقرير في توقعاته إلى أكثر من 200 محاكاة حاسوبية من 15 مؤسسة علمية مرموقة حول العالم، وأظهرت دقة عالية في التنبؤ بالتغيرات المناخية العالمية، وإن كانت أقل دقة على المستوى الإقليمي.

في ظل هذه التوقعات المقلقة، يُطلق العلماء ناقوس الخطر مجددًا، داعين إلى تحرك فوري وجذري على مستوى السياسات المناخية العالمية، بهدف خفض انبعاثات الكربون، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتكثيف الاستثمار في الطاقة النظيفة، قبل أن يخرج الوضع المناخي عن السيطرة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً