ارتفع الذهب مجدداً (0.8%) بعد تراجعه، وسط ترقب بيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على أسعار الفائدة. يرى المحللون أن الارتفاع "ارتداد فني" مؤقت، والذهب يتحرك تحت ضغط السياسة النقدية المتشددة، لكنه ملاذ آمن مع عدم اليقين الجيوسياسي. ارتفعت الفضة (1.2%) أيضاً. الأسواق تترقب بيانات الوظائف لتحديد مسار الذهب.
شهدت أسواق المعادن الثمينة، صباح اليوم الأربعاء 05 نوفمبر 2025، عودة أسعار الذهب إلى الارتفاع بعد موجة بيع قوية في الجلسة السابقة، حيث استغل المستثمرون تراجع الأسعار إلى أدنى مستوى في نحو أسبوع لإعادة الشراء.
ويأتي هذا التعافي الطفيف وسط حالة ترقب شديدة لبيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة تتعلق بسوق العمل، والتي قد تعطي إشارات حاسمة بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
فقد ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى 3961.85 دولاراً للأوقية (الأونصة)، بعد أن كان قد فقد أكثر من 1.5% من قيمته أمس الثلاثاء، مسجلاً أدنى مستوى له منذ 30 أكتوبر الماضي. كما صعدت العقود الآجلة الأمريكية لتسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتبلغ 3970.10 دولاراً للأوقية.
يُذكر أن المعدن الأصفر كان قد بلغ مستوىً قياسياً قدره 4381.21 دولاراً في 20 أكتوبر المنصرم، قبل أن يتراجع بنحو 10% منذ ذلك التاريخ، في ظل جني الأرباح وتراجع المخاوف الجيوسياسية مقارنة بأسابيع سابقة.
تحليل اقتصادي: بين ضغوط الفائدة وتحوّط المستثمرين
يرى محللون أن هذا الارتفاع المحدود في أسعار الذهب لا يعكس بالضرورة تغيراً جوهرياً في اتجاه السوق، بل هو بالأحرى “ارتداد فني” مؤقت بعد عمليات بيع مكثفة. فالذهب لا يزال يتحرك تحت ضغط توقعات استمرار السياسة النقدية المتشددة في الولايات المتحدة، خاصة في ظل مؤشرات على قوة الاقتصاد الأمريكي واستقرار سوق العمل.
ومع ذلك، يظل الذهب محافظاً على جاذبيته كملاذ آمن، خصوصاً مع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي في الشرق الأوسط وأوروبا، إلى جانب التقلبات في أسواق الأسهم العالمية. أي إشارة من بيانات الوظائف الأمريكية تُظهر تباطؤاً في التوظيف أو ارتفاعاً في البطالة قد تُعزز الرهانات على خفض قريب للفائدة، وهو ما سيشكل دعماً قوياً للمعدن الأصفر خلال الأسابيع المقبلة.
المعادن النفيسة الأخرى تواكب الصعود
في سياق متصل، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 1.2% إلى 47.68 دولاراً للأوقية، كما صعد البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1537.10 دولاراً، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.2% مسجلاً 1394.75 دولاراً للأوقية، في مؤشر على تحسن عام في معنويات المستثمرين تجاه سوق المعادن الثمينة.
ورغم المكاسب المسجلة اليوم، يبقى الذهب في منطقة حساسة تتأرجح بين الضغوط الناجمة عن قوة الدولار الأمريكي وتوقعات الفائدة من جهة، وجاذبيته كأصل آمن من جهة أخرى. ومع اقتراب صدور بيانات الوظائف الأمريكية، تترقب الأسواق ما إذا كانت الأيام المقبلة ستمنح المعدن الأصفر فرصة لاستعادة بريقه أم ستدفعه مجدداً إلى مسار هابط.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)